وكأني بالسماء تزينت وأخذت زخرفها لتستقبل عريس الحرية سيدي “كمال عماري” شهيد حركة الانعتاق المجيدة ” 20 فبراير” وأحد أبناء جماعة العدل والإحسان البررة.
اليوم توارى الثرى وتصعد روحك في حفل بهيج إلى السماء، فرحة مستبشرة بلقاء الأحبة، محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، كما تمنيت في خلواتك وصلواتك مع جموع المتهجدين من رفقائك من شباب العدل والإحسان.
لكم أرسلت روحك تعانق أرواحهم، في ابتهالاتك الليلة وأثناء تراتيلك القرآنية تخنقك العبرات يسبقك الشوق إلى لقياهم، فهنيئا لك الشهادة، هنيئا لك الرفقة الأبدية مع الشهداء والصديقين بجوار خير الأنام والصحب الكرام.
مدرسة أنت بكل فخر، مدرسة أنت يا وطن الشموخ، مدرسة أنت يا موطن الإباء، مدرسة أنت في بذل النفس والنفيس لإحقاق الحق وإسقاط الزيف. بطل الأبطال أنت ، علمتنا يا “كمال” كيف يكون كمال الطلب : طلب وجه الله عدلا بإحقاق الحق ورفض الظلم وإحسانا ببذل الروح الغالية تقربا، علمتنا يا “عماري” كيف يكون العمران الأخوي قولا بالصدع بكلمة الحق وفعلا حين تقدم النفس فداء لعزة شعب وكرامة مواطن.
علمتنا كيف ينال العلا في الخلوة والجلوة، في الخلوات بالسجود والركوع والاستغفار وتلاوة القرآن وفي الجلوات بالمعاملة الحسنة للأقرباء والجار والرحم والكسب الحلال وحمل الكل عن الضعيف ومؤازرة المظلوم وماواساة المكلوم.
خرجت يوم 29 مايو مع جموع الشعب المغربي لتغرد مع أبناء هذا الوطن نشيد الحرية والكرامة والعدل وتطالب وسط المطالبين يإسقاط الفساد ودحض الاستبداد، فتلقفتك خفافيش الظلام من قوات الأمن، انهالت ضربا على رأسك الذي رفض أن ينحني إلا لله، أبت إلا أن تترك على كل جزء من جسدك علامات ترفعها للمولى شهادات حية على زيف المرجفين وزور المتشدقين بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأوسمة فخر على ثبات شباب عزل لا يملكون إلا حناجر جفت من ترداد شعارات تعكس واقع البؤس والذل، وهمم عالية شامخة شموخ الجبال لا يرهبها القمع ولا يثنيها القتل.
مطالب مشروعة وإرادة لا تقهر هكذا قابلت جلاديك أو لنقل قاتليك أفسدوا عليك دنياك وأفسدت عليهم دنياهم وآخرتهم..
في ذمة الله سيدي كمال نزفك عريسا اليوم ونسأل الله أن يتغمدك في رحمته ويرزقك أهلك وإخوانك ومحبيك الصبر والسلوان
نم قرير العين فإنا على العهد ماضون… “وسيعلم الذين ظلموا أي متقلب ينقلبون”.