ذة. بلغازي: وحدة الأمة وتجاوز حالة الوهن الذي تعيشه شرط لانتصارها

Cover Image for ذة. بلغازي: وحدة الأمة وتجاوز حالة الوهن الذي تعيشه شرط لانتصارها
نشر بتاريخ

استحضارا لمناسبة فعاليات ذكرى رحيل الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى؛ ترحمت الأستاذة نادية بلغازي على الإمام وعلى زوجه وصاحبته في طريق الدعوة إلى الله عز وجل الأستاذة خديجة المالكي.

وذكرت بلغازي، عضو الهيئة العامة للعمل النسائي، أن “الأستاذ عبد السلام ياسين الذي قضى عمره دفاعا عن أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رفع الصوت عاليا دون أن يمنعه مانع من تبليغ دعوة الله تعالى، ومن الذود عن دعوة الإسلام، ومن التنظير للمشروع المنهاجي الذي من المفروض أن تجتمع حوله الأفكار والهمم كي تخرج نموذجا كاملا لإنقاذ أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وأوردت بلغازي في تصريح لها على هامش اليوم الأول من فعاليات الذكرى، الذي ناقش موضوع “القضية الفلسطينية: المنطلقات والمآلات في ضوء السياقات الجارية”، أن “من الجروح التي عالجها الأستاذ عبد السلام ياسين؛ الجرح الفلسطيني، فالكتب الكثيرة جدا التي تحدث بموجبها، وهذا ما ورد في المداخلات التي وسمت هذا اليوم الأول من احتفاءات الذكرى الحادية عشرة لوفاته، تحدثت عن هذا الجرح، وكيف عالجه، وجعل له شرطا للانعتاق والانتصار الذي لا يمكن أن يتحقق إلا في إطار الوحدة المتكاملة، وجمع جهود الأمة من أجل تجاوز الوهن الذي تعاني منه الأمة”.

واسترسلت المتحدثة موضحة: “لا يمكن أن يتغير هذا الوضع إلا بمعالجة الوضعيات السياسية العامة داخل الأمة. ولعل فاتحة ما يمكن أن يكون بابا لعلاج هذه القضية المركزية في تاريخ الإسلام هو هذه المعالجة السياسية التي ينبغي أن تتوجه لها الجهود من أجل رفع هذا الوهن، استنادا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي انبأنا بأن الأمة ستكون أكلة سانحة في أفواه أعدائها: “يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها. فقال قائلٌ: ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ! وما الوهْنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ”.

وتأسفت القيادية النسائية بجماعة العدل والإحسان على التخاذل “الذي تعيشه أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن” والذي يبرز حالة الوهن الذي ورد في الحديث النبوي السابق، معتبرة أن “القضية الفلسطينية أصبحت شاهدة على وهن هذه الأمة وعلى تقاعس همتها، في الوقت الذي نجد أن همم الشعوب قد ارتقت وارتفعت وأصابها ذلك الطوفان الذي نراه الآن في البلاد المقدسة بطريقته الميدانية والعسكرية، نجده في البلاد الأخرى من خلال الشعوب التي خرجت لترفع الصوت عاليا لرفع الظلم والغمط المتواصل على هذه القضية؛ من خلال السكوت المطلق للحكام، ومن خلال التقاعس الدولي العام، ومن خلال الكذب والبهتان الذي كان يروجه الإعلام الغربي”.

ونوهت بلغازي بكون هذا الطوفان “قد حوّل العقليات، وحوّل وجهات النظر، وحول البندقية في اتجاه آخر، نرجو الله عز وجل أن يكون آخره نصرا مؤزرا لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وأثنت المتحدثة على ما انتهت إليه المداخلات في الموضوع “من أن الوحدة يجب أن تكون متحققة من أجل أن نواجه هذا التكالب المتصهين، ليس فقط فلسطين التي على أهميتها لا تمثل سوى حلقة واحدة، ولكن في أفق ما يريد العدو الغاشم أن يحققه في بلاد المسلمين في إطار بسط سيطرته الكبيرة والموغلة والمتوحشة في الوطن الإسلامي”. وتابعت مستدركة: “لعل الأمر قد بدأ من الشعوب ونتمنى أن يلتحق بهم الحكام”.