شعراء نصارى ينافحون عن الحبيب (1)

Cover Image for شعراء نصارى ينافحون عن الحبيب (1)
نشر بتاريخ

عندما تهب الريح، وتترنح الأشجار بالرقصات البالية، تصنع الأقراص المثيرة للأعصاب المتهدمة، فإذا المكشوف والمكسوف والمخسوف آيات من الشناعة والبشاعة، ينبري المتصيدون في الماء العكر يريدون من الدنيا أن تصدق بأن دين الحبيب ونهج الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وراء هذه العاصفة الهوجاء العوجاء.

مهمتنا في هذا الزمن العصيب لا تختزل في وصف السراج المنير بل بإشعال الشموع وذكر خصائص النور بل السطوع بالنور والحبور لا قرع طبول الحرب والويل والثبور، إذ لا شك بأن مما يسهم في مسعى التقريب بين المسلمين وغيرهم بمختلِف السبل، هو التعارف بكل عناوينه ومفرداته. فالمسيحيون الذين يراد توظيفهم لإذاعة الأنواء والأدواء ليسوا سواء، و”الغرب” ليس “غربا” واحدا.

هذه بعض من شهادات فضلاء غير مسلمين عن الحبيب طبيب القلوب ودوائها وعافية النفوس وشفائها حبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أولاها لشاعر نصراني غير مسلم، يمدح المبعوث رحمة للعالمين، ويرد على من أساءوا إليه صلى الله عليه وسلم:

يقول جاك صبري شماس 1 :

يممت طه المرسل الروحاني

ويجل طه الشاعر النصراني
يا خاتم الرسل الموشح بالهدى

ورسول نبل شامخ البنيان
ألقى عليك الوحي طهر عقيدة

نبوية عمرت بفيض معان
قوضت كهف الجهل تغدق بالمنى

ونسفت شرك عبادة الأوثان
مهما أساء الغرب في إيلامه

لم يرق هون للنبي الباني
لا يحجب الغربـال نور شريعة

ويظل نورك طاهرا روحاني
ماذا أسطر في نبوغ محمد

قاد السفين بحكمة وأمان
ومآثر الإسلام في سفر الهدى

درب النجاة وشعلة الفرقان
أنا يا محمد من سلالة يعرب

أهواك دين محبة وتفان
وأذود عنك مولهاً ومتـــيماً

حتى ولو أجزى بقطع لساني
أكبرت شأوك في فصيح بلاغتي

وشغاف قلبي مهجتي وبياني
وأرتل الأشعار في شمم الندى

دين تجلى في شذى الغفران
وتسامح يزهو ببرد فضيلة

وشمائل تشدو بسيب أغان
أغدقت للعرب النصارى عزة

ومكانة ترقى لشم معان
وأنرت دربا ناضرا برسالة

مسك الرسول وخاتم الأديان
وزرعت في قلب الرعية حكمة

شماء تنطق في ندى الوجدان
أودعت يمنك في حدائق مقلتي

ووشمت مجدك في شغاف جنان
ونذرت روحي للعروبة هائماً

بالضاد والانجيل والقرآن
ونقشت خلق محمد بمشاعري

ودرجت أرشف كوثر الرحمن
وشتلت في دوح التآخي أحرفي

أختال زهوا في بني قحطان
آخيت فاطمة العروبة في دمي

وعفاف مريم في فؤاد كياني
عاودت نور محمد بشريعة

تزهو شموخا في أجل بيان
رفلت مبادئه نضار رجاحة

وتعطرت بالبر والإيمان
والمجد يتبع خطوة أنّى مشى

ويسيل شهداً في فم الأزمان
ولئن تغطرس أجنبي حاقدٌ

كفقاعة الصابون في الفنجان
أنا مسلم لله أمري في الدنى

ومفاخر بالمسلم المعوان
وإذا قرأتم للرسول تحية

فلتقرئوه تحية النصراني
الله أكبر يا رسول فسر بنا

نحو الشموخ وقبلة الإيمان
ويكحل الأقصى بروح مجاهد

والقدس تزهو في قلاع أمان
أستصرخ اليرموك في ألق الوغى

شمخت صمودا في رحى الميدان
وتربعت عرش البطولة والفدى

ونمت على شفة وكل لسان
أودعت للعر ب الكماة وصيتي

وغداة حتفي أذكروا عنواني
إن تاه عنواني فإني شاعر

عشق النخيل وسورة الإنسان
مهما مدحتك يا رسول فإنكم

فوق المديح وفوق كل بياني
لن تفلح الدنيا بكسر عقيدة

والدين يرفل بردة القرآن


[1] شاعر نصراني سوري من مواليد 1947 بالحسكة – سوريا، عضو اتحاد الكتاب العرب، ومن الشعراء المشاركين في معجم البابطين، وفي معجم الطائف بالسعودية. نشرت له قصائد ومقالات ودراسات في صحاف ومجلات الوطن العربي.\