موازين بإيقاعات جديدة

Cover Image for موازين بإيقاعات جديدة
نشر بتاريخ

أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء، أن سكان حي سباتة، بالدار البيضاء، قد خرجوا من منازلهم في أعقاب محاولة تنظيم حركة 20 فبراير لمسيرة لها بالمدينة يوم الأحد 29 مايو، وأقدموا على “مطالبة القوات العمومية بضمان أمنهم” وأيضا “الاحتجاج ضد الإزعاج الذي تسببه لهم المظاهرات”..

ضمان أمنهم؟ ومن يهدد أمنهم يا ترى؟؟؟

أهي جموع الشباب العزل الذي يخرج وكل سلاحه كلمات نظمت من يوميات قهر المواطن البسيط ورصعت من معانات وآلام شعبنا المسحوق؟

أي منطق يسوغ أن حيا يطالب بحمايته وفي الأحد الماضي قام عن بكرة أبيه يشكو إلى الله مصابه في فلذات الأكباد الذين هشمت رؤوسهم تحت هراوات وعصي قوات الأمن؟

هي طبخة من نوع جديد تترسخ جليا إذا ما قرءنا خلفياتها على ضوء ما يجري في باقي المدن المغربية وإذا ما عرضنها على الحرب الإعلامية الشرسة المسموعة، المكتوبة والمقروءة، وخصوصا فن الإخراج المنمق على صفحات الانترنت الذي سخرت له أقلام ورصدت له ميزانيات ولوجستيك قوي لقلب الموازين و للتشويش على حركة 20 فبراير ورموزها وعن الهيئات الداعمة لها.

في سياق الأحداث لافتات تعلق باسم الساكنة هنا تطالب الحركة بعدم التدخل في شؤونها، شرذمة من البلطجية هناك تنادي بإسقاط حركة 20 فبراير، قوى الأمن مدججة بجميع ألوانها بالعصي والهراوات والدراجات لتفريق حشود المتظاهرين، والتنكيل بهم، ضرب وتهشيم للرؤوس وإفراط في استعمال العنف.

كلها رسائل لقمع وتحجيم نشاط الحركة وسعي لنفي الشرعية الشعبية عنها، وتخويف أعضائها ومبادرة دنيئة من النظام المغربي لخلق جو من التوتر والبلبلة وتدشين لفوضى قد تأتي على الأخضر واليابس.

اللعب على خلط الأوراق هي ورقة الاحتياط التي أخرجها النظام المغربي، لكن الحري بالذكر أن سياسة أنا أو الفوضى قد لعبت قبل هذا في بلدان سبقت ولم تجد نفعا، لأن الشعوب خرجت من تلقاء نفسها مطالبة بالحرية والكرامة وهذه فرصتها التاريخية للانعتاق ولن يثنيها عن ذلك سوى تحقيق هذا المطلب السامي أو الموت دونه.

ولو كانت العصا تثني لأحجم الشباب العزل عن الخروج اليوم في العديد من المدن وكلهم إصرار وحزم على التغيير.

أصوات تحت الضرب والقمع والتنكيل تنادي ب:”إسقاط الفساد”، “سلمية سلمية”، “اسمع صوت الشعب”….

لقد لامست أسماعنا لكنها لم تلامس نخوة المعتصم.