يتحدث الدكتور رشيد عموري في هذه الحلقة من برنامجه على قناة الشاهد “آيات في المنهاج” عن صفات الداعية وصفات القائد من خلال قوله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ.
فبما رحمة: الميم هنا قيل للتعجب؛ أي إن رحمة الله جعلتك رقيقا رفيقا رحيما بالمومنين.
لنت لهم: قال الحسن البصري رحمه الله إن الآية شبيهة بقوله تعالى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ.
خص الحق تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفتين من صفاته وهما الرحمة والرأفة بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ، ويجب أن يكون لنا حظ من هذه الرحمة والرأفة بالمومنين، فالرحمة سرت منه صلى الله عليه وسلم فيمن صحبه وعاش معه.
لانفضوا من حولك: أي لتفرقوا من حولك.
فاعف عنهم: لا تعاقبهم وتجاوز عنهم واستغفر لهم.
وشاورهم: تعددت صور الشورى فيه صلى الله عليه وسلم، فكان يستشير العمرين في أمور كثيرة، وكان يستشير عموم الناس، وكان أحيانا لا يستشير وإنما يعزم عزمة. قال العلماء إن في استشارته للصحابة تركا للملامة لكي لا يلومه أحد منهم.
هذه الآية تحدث عنها الإمام المجدد فقال: إنه ما أنزل الله تعالى آيات الرحمة إلا لنتحلى بها، ولم يمدح تعالى الغلظة على المسلمين، وأيما رجل أو امرأة كانت فيها غلظة فهما بعيدان عن الأسوة صلى الله عليه وسلم.
وتحدث الإمام المجدد عن بعض الشباب الذين فيهم غلظة بسبب قراءتهم لبعض الكتاب الإسلاميين وتحميلهم إياها ما لا تحتمل. وأمرنا بالرفق واللين.