واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت، كانت هذه الآية هي محور حلقة جديدة من برنامج “حديث القلب”.
إذ يتطرق الداعية الأستاذ عبد الحميد شكور إلى الحديث عن “لقاء الله عز وجل وأعظم به من لقاء”، مذكرا أننا سنأتي إلى هذا اللقاء الموعود “متجردين من كل شيء إلا مما قدمنا بين يدي ربنا، ومن خير قدمناه لآخرتنا ومن زاد حملناه معنا ليوم الحشر يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل”.
ليذكر بقول الإمام علي كرم الله وجهه، وهو يذكرنا بالآخرة وينهينا عن الانغماس في الدنيا وملذاتها:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ** أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه ** وإن بناها بشر خاب بانيها
مردفا بعد ذلك بقوله “النفس تبكي على الدنيا وتسعى من أجل الدنيا وتضحي من أجلها وتبذل الغالي والنفيس من أجلها، وتنسى الآخرة”، مذكرا أولي النهى أن الأولى والأجدر أن “نعمل من أجل الآخرة، فالله سبحانه وتعالى يقول واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ويقول ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين“. داعيا وحاثا “فلنفر إلى الله من غضبه إلى رحمته، ومن الغفلة إلى اليقظة، ومن الانغماس في الدنيا وملذاتها إلى الإقبال على الله عز وجل آناء الليل وأطراف النهار”.
فانظر أخي الكريم ماذا بنيت لآخرتك وماذا أعددت لها؟ أي دار أنت تبني؟ بهذه الأسئلة المنبهة يواصل عبد الحميد شكور موعظته البليغة، محذرا “تلتهي بالدنيا وبعيشها وبجريان أنهارها وبملذاتها القصيرة والطويلة وتنسى الآخرة التي إليها معادك. ففر أخي الكريم وعد إلى الله وتب إليه توبة نصوحا”.
ثم ذكر السامعين بدعاء معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو يعالج سكرات الموت، الذي قال فيه “اللهم إني كنت أخافك وها أنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني كنت لا أحب الدنيا لجري أنهارها ولا لغرس أشجارها ولكن لظمئ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء في مجالس العلم”.
ليشدد على أن “هؤلاء هم الصحابة والرجال الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذكر الموت والاستعداد لما بعد الموت. وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكيس الناس فقال: “أكثرهم ذكرا للموت”“.
يمكنكم الاستماع لشذرات إضافية ورقائق تستنهض الهمم في الشريط: