نظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بمدينة أسفي مسيرة شعبية يوم الأحد 03 غشت 2014 بجنوب المدينة، استمرارا في أشكالها الاحتجاجية الواجبة نصرة للشعب الفلسطيني الذي يُقتّل ويُذبّح في غزّة على مرأى ومسمعِ المنتظم العربي والدولي الأصم.
المسيرة تعرّضت في بدايتها للقمع، كما هو الحال في كل تظاهرة سلمية بأسفي، من طرف حشود أمنية بقيادة والي الأمن “أحمد طوال” الذي ضرب ورفس بنفسه العديد من النشطاء مع كيل وابل الشتم والسبّ عليهم دون مراعاة لأخلاق أو أعراف مهنية.
ورغم ذلك فقد تحلّى المتظاهرون بأعلى سِمات ضبط النفس وعدم الانجرار للفوضى التي حاول خلقها والي الأمن وجحافل الأمنيين الذين جرّ خلفه في مقدّمة المسيرة، فوقف المتضامنون مُركّزين على قضيّة غزّة التي جمعتهم مُستنكرين محاولة المنع المذمومة التي طالتهم. وانتظموا في صفوف مُردّدين شعارات التضامن القوية مع شعب غزّة الفلسطيني الذي يتعرّض لحملات القتل الصهيونية الغاشمة.
وبعد احتشاد المئات من ساكنة المدينة الذين هبّوا استجابة لنداء النصرة انطلقت المسيرة الحاشدة صوب أحياء الجنوب بعد أن تركّزت قوات الأمن لمنعها من وجهتها المعتادة صوب وسط المدينة، فكانت التظاهرة الأكبر من نوعها منذ بدء العدوان على غزّة حيث تجاوزت المسيرة كل التوقّعات واختلطت فيها أحاسيس الظلم الذي يمارسه الكيان الصهيوني على الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء وكبرياء الانتصار الذي مثّلته المقاومة الباسلة والتي تخُطّ بمداد الفخر ملاحم سيتحدّث التاريخ العربي عنها باعتزاز.
المسيرة جابت أحياء الجنوب انطلاقا من دار بوعودة مرورا بحي القليعة فدرب التيمون فحي كاوكي أمام مسجد السلام، حيث كان الختم بكلمة ألقاها الأستاذ عثمان كامل والتي تحدّث فيها عما يقع في أرض غزّة أرض الرباط من انتهاكات جسيمة لأبسط الحقوق وسط الصمت الأخرق لكل العالم المتفرّج، وتطرق لانتصارات المقاومة رغم محدودية الإمكانيات والحصار المفروض من طرف الجارة مصر وجل العرب للأسف، كما ركّز الأستاذ كامل على التضامن المتفاني الذي مثله سكّان مدينة أسفي مشكورين على روحهم النضالية العالية رغم محاولات المنع البئيسة وسياسات القمع البائدة، ليكون الختم مباشرة بعد الكلمة للأستاذ عبد القادر اسميمت الذي رفع أكف الدعاء لله بنصر المجاهدين وخذلان الصهاينة ومن والاهم وسكت عن طغيانهم.