“أطايب” برنامج جديد، تعده وتنشره قناة الشاهد الإلكترونية، يضع بين يدي المشاهد مختارات للإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى، وهي عبارة عن توجيهات ربانية تربوية وعملية، تذكر بالآخرة وتحث على الاستعداد لها، جمعها من أقوال الصالحين المصلحين.
في الحلقة الأولى من البرنامج كلمات ندية من عارف رباني دال على طريق السلوك إلى الله تعالى، الإمام جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمان بن علي ابن الجوزي، تضمنها كتابه القيم في الرقائق والمواعظ “المدهش”.
إخواني؛ بَادرُوا قبل الْعَوَائِق، واستدركوا فَمَا كل طَالب لَاحق، واشكروا نعْمَة من ستركم عَن الذُّنُوب، واعرفوا فَضله فقد أَعْطَاكُم كل مَطْلُوب.
مَا أَعم جوده لجَمِيع خلقه، وَمَا أكثر تقصيرهم فِي حَقه، عَمّ إحسانه الْآدَمِيّ والبهائم والمستيقظ والنائم، وَالْجَاهِل والعالم، والمتقي والظالم.
من تَأمل حسن لطفه لخليقته حيره الدهش..
القلب جوهر في معدن البدن، فاكْشِف عنه بِمِعْول المجاهدة، ولا تُطيِّنْه بتراب الغفلة. رميت صخرة الهوى على ينبوع الفطنة فاحتبس الماء، انقب تحتها إن لم تطق رفعها لعل الجرف ينهار.
في قُربنا نيل المنى ** فتنبهوا يا غافلينا
عجبا لقوم أعرضوا ** عنا وقومٍ واصلونا
نقضوا العهود وبارزونا ** بالصدود وكاشفونا
واستعذبوا طعم القطيعة ** والجفا حتى نسونا
يا ويحهم لو قد دروا ** ما فاتهم لاستعطفونا
إلهي! ما أكثر المعرض عنك والمعترض عليك! وما أقل المتعرضين لك!
يا روح القلوب، أين طلابك؟ يا نور السموات، أين أحبابك؟ يا رب الأرباب، أين عبادك؟ يا مسبب الأسباب، أين قصادك؟ من الذي عاملك بلُبِّه فلم يربح؟ من الذي جاءك بكربه فلم يفرح؟ أي صَدْر صَدَر عن بابك ولم يشرح؟ من ذا الذي لاذ بحبلك فاشتهى أن يَبْرح؟
يا معرضا عنه! إلى من أعرضت؟ يا مشغولا بغيره! بمن تعوَّضت؟
مت على من غبت عنه أسفا ** لست عنه بمصيب خلفا
لن ترى قرة عين أبدا ** أو ترى نحوهم منصرفا
بِعْتَ قيام الليل بفضل لقمة، شربت كأس النعاس ففاتتك الرفقة، ضُرِب على أذنك لا في مرافقة أهل الكهف، تناولت خمر الرقاد فوقع بك صاحب الشرطة، فجعل حدك الحبس عن لحاق المتهجدين. والله لو بعت لحظة من خلوة بنا بعمر نوح في ملك قارون لغبنت، لا بل بما في الجنان كلها ما ربحت، ومن ذاق عرف.