أمازيغيون من المغرب .. كلنا فلسطينيون
المغرب د فلسطين .. يان ءدكان ءور بضين
منذ اليوم الأول من انطلاق معركة طوفان الأقصى نظّم الشعب المغربي بكل فئاته وحساسياته السياسية والثقافية والدعوية، عربا وأمازيغ فعاليات تضامنية من وقفات ومسيرات مليونية مع الشعب الفلسطيني الصامد في معركته الجديدة المتجددة مع الكيان الصهيوني الفاشي المجرم.
هذا الشعب العربي المسلم المجاهد في أكناف بيت المقدس، جسّد بثباته وبسالته أنصع ملاحم الصبر واليقين والتشبث بالأرض والتضحية بأعز ما يملك دفاعا عنها وعن المقدسات، ومن أولوياتها الأقصى والقدس الشريف. فأصبح مدرسة ستتعلم منها البشرية دروس الرجولة والكفاح من أجل الانعتاق والتحرر من دنس الاحتلال وصد العدوان. فحقق بشجاعة أبنائه البررة المجاهدين نصرا مؤزرا ناصعا منذ الساعة الأولى من فجر السابع من أكتوبر الحالي؛ نصر لا ينكره إلا الأعداء، أما من على بصره غشاوة الصهيونية فأنكر الحقائق.
قدّم الفلسطينيون في غزة الأبية وكافة مدن فلسطين الجريحة ثمنا باهظا لهذا النصر المبين من دمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة، وتحمّلوا أبشع جرائم جرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري وهدم البيوت والمساجد والكنائس والمستشفيات على رؤوس الأطفال الرضع والنساء والشيوخ والمرضى والأطباء والصحفيين وكافة المدنيين العزل، هذه الجرائم ارتكبها العدو الصهيوني مدعوما من حكومات الغرب الصليبي وأمريكا المتوحشة الذين لا يفوّتون مثل هذه الفرض لإظهار حقدهم الدفين تجاه المسلمين بل تجاه الإنسانية جمعاء.
فخرج المغاربة في مسيرات مليونية في المدن والقرى للتنديد بهذا الإجرام والعدوان واستنكار هذا الظلم وهذه المجازر التي تتقزز منها كل نفس أبية ويمجها كل ضمير حي، فشكل الأمازيغيون نسبة كبير في أعداد المشاركين في هذه الفعاليات التضامنية خاصة في مدن الجنوب والأطلس والريف رافضين خيانة التطبيع التي كانت تراهن على تأجيج أحقاد الأقليات والضرب على وتر القوميات لتشتيت الشعوب المسلمة وعزل مشاعرها عن تبني قضية القدس وفلسطين، والترويج عبر أبواقهم لأكذوبة لا يلتفت إليها إلا المرتزقة أو الذين انطمست فطرتهم ومسخت هويتهم مفادها أن فلسطين “قضية العرب وحدهم ولا تعني باقي الشعوب”.
فعبر الأمازيغيون عن دفاعهم المطلق عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والعيش الكريم في أرضه ووطنه، ورفعوا شعارات بأمازيغيتهم الأصلية التي لم تتلوث بقذارة التطبيع وخيانة المطبعين، لأنها نابعة من عمق إيمانهم وصميم عقيدتهم وصدق انتمائهم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، رافضين الظلم الذي يتعرض له سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة مسلمين ومسيحيين مستنكرين تخاذل الأنظمة العربية التي طبع جلها مع هذا الكيان الغاصب المجرم.
وعبر الأمازيغيون بوعي وإصرار أن قضية فلسطين قضية إيمان وعقيدة تعلو فوق كل الانتماءات وتتصدر كال الأولويات، وبعيدة عن كل الاختلافات والمزايدات الساسيوية والاصطفافات الأيديولوجية:
المغرب د فلسطين .. يان ءدكان ءور بضين
المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين.
وبهذا الوعي وهذا التشبث بالقضية الفلسطينية أسقط الأمازيغيون في المغرب كل رهانات الصهاينة الذين أنفقوا المليارات لشراء ضمائر من لا ضمير له من النخب وصغار المثقفين وأقلام المرتزقة من الإعلاميين للدعاية والترويج لخيانة التطبيع، لكن فشلت كل هذه المساعي الشيطانية وتبخّرت كل هذه المخططات القذرة، وما يسمع من همهمات هنا وهناك وأصوات شاذة تطبل للتطبيع ما هم إلا غلمان عصاة عاقون لأمازيغيتهم، لا يتجرؤون على إظهار ولائهم للصهاينة إلا في الغرف المظلمة وراء شاشات حواسبهم أو في استوديوهات القنوات المارقة المطبعة، وما هم إلا فئة من أشباه المثقفين الذين بارت بضاعتهم والإعلاميين المرتزقة اللاهثين وراء الشهرة والمال وبعض الشباب الذين تعفّنوا في الخمارات يأكلهم صدأ البطالة وسوء التربية والتعليم، لا وزن لهم في المجتمع ولا تأثير.
الأمازيغيون الأحرار شرفاء شجعان ينكرون الظلم حيثما وجد وينصرون المظلوم أنّى وجد، ثقافتهم وحضارتهم وتاريخهم خير شاهد على ذلك.