أمان جرعود: عاملات المزارع … ويستمر النزيف

Cover Image for أمان جرعود: عاملات المزارع … ويستمر النزيف
نشر بتاريخ

سلطت الأستاذة أمان جرعود، مسؤولة القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان وعضو الأمانة العامة لدائرتها السياسية، في تدوينة لها، الضوء على شريحة من النساء يطالها التهميش، ولا تحظى بالتقدير المناسب لما تبذل من جهد في سبيل تحقيق تنمية أسرية ومحلية ووطنية، وتأمين للاكتفاء الغذائي في ظل هذه الأزمة؛ “هن عاملات المزارع”.

واعتبرت أمان أنه “كما أن لكل حرب ضحاياها؛ فكذلك لكل أزمة ضحاياها، وأزمة “كوفيد 19” لها ضحايا كثر”، لتضيف منبهة “لا أتحدث عمّن قضَوْا… حديثي اليوم عن ضحايا من نوع آخر، قَدَرُهن أن يَكُن في “ذيل الترتيب” يُقَدِّمْن الكثيرَ جهدا وعناء وتضحية، ولا يَجْنين إلا القهر والذل والمعاناة، يَسْقين الأرض بعَرَق العمل الطاهر، ويُقَبِّلْن التراب بشموخ العزة التي لا تقبل تسَوُّلا ولا ذلة”.

واسترسلت الناشطة النسائية تحكي المعاناة المركبة لهذه الشريحة الكبيرة من المجتمع “كل واحدة منهن قصة كفاح فريدة، تخفي تفاصيل معاناة مريرة، تزيد مرارتها قسوة القلوب وجشع النفوس وخسة الطباع وغياب الحماية. لم يكتف البعض بما يرْشَحُ من كَدِّهِن وعرقهن، وظنوهن مشاعا يرتع فيه كل صاحب نزوة خسيسة يختلسها ملطخة بالغصب والانكسار، لم تشفع دماء بعضهن على الطرقات، دماء سالت وأسالت بضع كلمات… ليستمر النزيف”.

وبالإضافة إلى تلك الظروف القاهرة التي تعيشها هذه الفئة المهمشة في سائر أيامها وأحوالها فقد “تفاقمت معاناتهن مع ظروف الحجر الصحي، فلا دخل ولا تعويض، ولنا أن نتصور ما وراء انقطاع الأرزاق وانسداد الآفاق وغياب من ينصت وينصف… لو أتيحت لإحداهن الفرصة وتحررت من ضغط العادات والعقليات والأحكام الجاهزة لسمعنا قصصا تُخجل آدميتنا” تقول أمان.

لتسوق مجموعة من الأسئلة الحارقة الملحة، الداعية إلى الوقوف مع هذه الشريحة في محنتها، تحملا للمسؤولية أفرادا ودولة، من قبيل “فهل تحرك جائحة كورونا هَمَّ الإنسان وكرامة الإنسان داخلنا؟ هل تُخرجنا من أنانيتنا لنتقاسم مع الآخرين – اللذين ما هم إلا نحن – هَمَّ المهمشين والمنسيين، ونرفض استغلال ضعف الإنسان وحاجة الإنسان؟ هل تغير الجائحة نظرتنا لتراتبية مقيتة ترسم داخل العالم الواحد عوالم متناقضة متعالية وحاقدة؟”.

وذيلت عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة تدوينتها بالتأكيد أن “الظلم ملة واحدة… فلا نحلم بعدل يعيد التوازن في العلاقات بين الدول ما لم نطرد الظلم من بيننا، ونرفض علاقات التراتبية المهينة حيثما كانت، والاستغلال المقيت كيفما كان”.