صدر مؤخرًا عن دار إقدام للطباعة والنشر كتاب “Rappel à l’essentiel” للأستاذة ندية ياسين، ابنة الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله. وهو ترجمة لكتاب “رسالة تذكير” أصغر مؤلفات الإمام المطبوعة، حيث صدرت طبعته الأولى عن مطبوعات الأفق بالدار البيضاء عام 1995.
توضح الأستاذة ندية ياسن أن الكتاب/الرسالة يُعد تذكيرًا مكثفًا بجوهر “المنهاج النبوي” ولبّه، ويتميز بالإيجاز والبساطة باعتباره وسيلة تربوية، الهدف منها ليس تقديم عرض شامل للمنهاج، بل تقديم نظرة عامة لكل الناس، وخاصة أبناء مدرسة “العدل والإحسان”.
والرسالة هي ملخص مكثف لمشروع الخصال العشر كما وردت في مؤلفات الإمام عبد السلام ياسين، والتي تهدف إلى طلب وجه الله تعالى والتقرب إليه بترقية الإنسان في مدارج الإحسان، والسعي لتحقيق العدل لمستضعفي الأمة الإسلامية والإنسانية.
فهي تعكس أنين الإمام وألمه العميق على الحال التي وصلت إليها أمة رسول الله ﷺ، وتبتعد عن الشكوى العاجزة أو التحليل الفكري الجاف، لتتجه نحو البحث عن العلاج النبوي للداء الذي أصاب الأمة.
يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في هذه الرسالة: “نحن، المستضعفين في الأرض، تألبت علينا قوى الجاهلية من خارج، متآزرة مع أنظمة الفتنة من داخل، أحوج إلى تجديد إيماننا بما يتجدد به الإيمان من صحبة في الله وذكر لله وإخلاص وصدق في اتباع سنة رسول الله عليه صلاة الله وسلام الله. استقامتنا على الهدي النبوي وسيرنا على المنهاج النبوي هي الكرامة يُفيضها الله سبحانه على قلوب العباد الصادقين. أفنكون شيئاً آخر غير وجه جديد للتمرد على شرع الله والنفاق في دين الله إن هبت علينا نسمة توبة، وعبرتنا فكرة أوبة، ثم اعتقلنا شيطان الهوى، وجثمت على قلوبنا تأكل منه جذور الإيمان جحافل الشيطان من إنس وجان؟ قوم اصطلحوا مع العصر والقوى المهيمنة في الدنيا، المستكبرة فيها، فهم هناك على كراسي الحكم ينطقون سفهاً ويفسدون نُكراً وشَرهاَ. اليهود أولياؤهم وأحباؤهم” 1.
وختم الكتاب بفقرات من رسالة “يوم المؤمن وليلته”، وهو برنامج إيماني يومي للمؤمنين، يهدف إلى نقل المؤمن من زمن العادة إلى زمن العبادة. وجاء فيه؛ “الوقت الذي تندم عليه ولات ساعة ندم هو وقت لم تذكر فيه الله تعالى باللسان والقلب والجهاد لنصرة دينه. اقتصد في وقت نفسك ولا تُضيع وقت إخوتك بالزيارات الطويلة وبقلة ضبط المواعد” 2. والكيّس من جعل دَيْدَنَه محاسبة النفس صباح مساء، يحصي عليها الأنفاس ويستغفر مولاه لزلاته، ويحمده على نعمائه، ويلزم الأنين بين يديه في جوف الليل وفي ميدان الأسحار، يبكي ويتوب ويتفكر ويذكر، عسى أن يكتب من المصطفين الأخيار.
حفظ الله الأستاذة ندية ياسين وجزاها عنا وعن أمة رسول الله ﷺ كل خير.