رفع الإسلامُ شأنَ إقامة الصلاة، وعظَّم ذِكرَها، وأعلى مكانتَها، فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بُني الإسلامُ على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت” 1. فهي عمود الدين وعماده، إقامتها دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام لنفسه ولذريَّته قال: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (إبراهيم: 40).
أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة
الصلاة هي أول ما يُسأل عنه العبدُ يوم القيامة، فإنْ صلحتْ، صلح سائرُ عمله، وإن فسَدَتْ، فَسَدَ سائِرُ عمله، فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته، فإن صلحت فقد أفلح، وإن فسدت فقد خاب وخسر» 2.
ولها فضائل أكثر من أن تحصى، فهي كَفَّارةٌ للخطايا والذنوب، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (هود: 114)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أرأيتُم لو أن نهرًا بباب أحدِكم يغتسلُ منه كلَّ يوم خمسَ مرات، هل يبقى مِن درنه شيءٌ؟”، قالوا: “لا يبقى مِن درنه شيء”، قال: “فذلك مثل الصلواتِ الخمس، يَمْحُو اللهُ بهن الخطايا” 3.
والصلاة نور للعبد، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الطهور شطرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزانَ، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآنُ حُجَّة لك أو عليك، كلُّ الناس يغدو فبائعٌ نفسَه، فمعتِقُها أو مُوبقُها” 4. ويجب أن تُؤَدَّى الصلاة في أوقاتها المحدَّدة شرعًا؛ قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء: 103]. وأداء الصلاة في وقتها مِن أحبِّ الأعمالِ إلى الله؛ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله؟ قال: “الصلاةُ على وقتها” 5. قال الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله مبينا صفة الصلاة التي يتعين على المسلم أن يحرص على أدائها الأداء الأتم: “بعد الطهارة الصلاة. الصلاة الموقوتة المحسوبة بركعاتها وسجداتها وقيامها وقعودها وقراءتها وتشهدها وواجباتها وسننها وكيفياتها في وضع الأعضاء وتسوية الصف وأحكام الإمام والمأموم” 6.
(..)
تتمة المقال على موقع ياسين.نت.
[2] الطبراني، المعجم الأوسط: 3782.
[3] صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل الصلوات الخمس، رقم: 667.
[4] صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، رقم: 223.
[5] صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا} رقم: 5970.
[6] عبد السلام ياسين، محنة العقل المسلم، الطبعة 1 السنة 1994م، ص: 44.