تلك المنح الإلهية والألطاف الربانية التي تحيطنا وتكتنفنا بحلقات نورانية، تزيّن رقابنا بأكاليل الرضا والعافية..
وكأننا نُمنح عمرا جديدا.. فرصا عظيمة..
وكأن رسائل النور تخبرنا أنه ما زال في العمر بقية كي تعطر أنفاسك ذكرا..
كي تعرف زفرة الإخلاص الصاعدة مع كل لا إله إلا الله..
كي تدخل حضرة القرب والوصل والصلة مع كل صلاة وتسليم على الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم..
كي تذوق جلال التسبيح وبهاءه، فتبني بيتك الأبدي في علّيين..
كي يستمر عمرانك ويعلو بنيانك هناك مع الخالدين..
كي تذرف دمعا مهراقا مع كل عبرة ندم مصحوبة باستغفار..
هبة ربانية وعطية إلهية، سيقت إليك وأنت منغمس في عالم موار، يسحبك سحبا إلى بحر الغفلات..
بينما شاطئ الأمان ينقذك.. يرمي بطوق نجاته إليك..
يا باغي الخير أقبل.. ويا باغي الشر أدبر..
فإنما هي أيام غرس وزرع.. فاحرص على غرسك من أن تتقاذفه أمواج الغفلة والهذيان..
تعهده كما تتعهد الأم وليدها وتحميه من الآفات..
وإياك أن تضيعه في اللهو والمنكرات..
الفرائض قرب.. والنوافل حب..
القرب عام.. والحب خاص..
الحب ولاية.. الحب ارتقاء وإحسان..
اطلب الاستسقاء لغرسك بأوبة ودمعة..
بتذلل وقت الأسحار، وهجر للراحة والدعة والاطمئنان..
إنما هي أيام الله؛ تعظيمها علو وسمو.. واستصغارها محق وانتكاس..
إنما هي أيام الله.. برحماتها.. بفرجها.. بمددها.. بعظمتها..
صن فيها جوارحك؛ عبادة وفكرا.. حتى تمكنها من الوصول إلى المطهر وهي كعروس مجلوة في أبهى حللها..
مصونة.. مطهرة.. عفيفة.. شريفة..
قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها..
اللهم لا تجعلنا من الأشقياء ولا من المحرومين.