تسللت العولمة إلى أطباقنا وموائدنا فأتت على الرطب واليابس، اختفت الخضراوات والأسماك وعوضتها مأكولات “سريعة التحضير” تغير مكونات الطعام إلى سموم أو إلى مواد لا قيمة غذائية لها.
أما زيت الزيتون فقد صودرت أشجارها في حقولنا من طرف المضاربين الدوليين فارتفع ثمنها واستحال اقتناؤها حتى على من زرعها، فلماذا يتهافت هؤلاء على زيت الزيتون؟ وماذا خسرنا عندما استغنينا عنها في مطابخنا؟
زيت الزيتون أميرة القلوب والشرايين
أثبتت البحوث الطبية بما لا يدع مجالا للشك أن الغذاء الغني بزيت الزيتون يقي من جلطة القلب (infarctus)، ومن تصلب الشرايين (atherosclérose)، كما أنه يحارب الكولسترول الضار ويحد من أضرار المواد الدسمة الأخرى.
زيت الزيتون.. وقاية من السرطان
خلصت دراسة سويدية نشرت في مجلة archives of internal medecine لعدد غشت 1998 أن تناول ملعقة كبيرة من زيت الزيتون يوميا يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهذا ما أقرته عدة فرق طبية إسبانية ويابانية في بحوث مفادها أن زيت الزيتون يحتوي على مواد مضادة للخلايا السرطانية، كما أن زيت الزيتون يقي من عدة أنواع من السرطان أهمها سرطان القولون والمعدة، وسرطان الرحم، وسرطان المثانة.
زيت الزيتون.. لشيخوخة آمنة
نشرت صحيفة pharmacology toxicologie and applied في عددها الصادر في أكتوبر 2009 بحثا اكتشفت فيه فرق طبية أمريكية وبرازيلية أن المكونات الكيماوية لزيت الزيتون تحمي خلايا الدماغ من التلف وتحد من خطر الإصابة بمرض الزهيمر. هذا الاكتشاف اعتبر الخطوة الأولى لإيجاد علاج فعال لهذا المرض.
زيت الزيتون.. غذاؤك لصحة دائمة
يتميز الطعام المحتوي على زيت الزيتون بكونه يجلب الإحساس بالشبع لمدة أطول مقارنة بطعام مطهي أو مصاحب بزيت أخرى، مما يقي من الأمراض الناتجة عن الإسراف في الأكل (السمنة – مرض السكري…).
زيت الزيتون.. طعام وزينة
يزخر الزيتون بمواد مضادة للأكسدة تحافظ على نضارة البشرة وتقاوم التجاعيد كما تمنع ظهور الشيب والقشرة في الشعر، وينصح الأطباء الأمريكيون باستعمال زيت الزيتون ضمن خطة علاجية للقضاء على القمل الذي يصيب ملايين التلاميذ الأمريكيين عند كل دخول مدرسي.
زيت الزيتون.. منافع لا تعد ولا تحصى
ما زالت الأبحاث العلمية الحديثة تكتشف يوما بعد يوم منافع هذه الزيت المباركة؛ فبالإضافة إلى نجاعتها في معالجة السعال والإمساك اتضح كذلك أنها تقي من أمراض الروماتيزم وتقوي وتنظم جهاز المناعة.
زيت الزيتون تحت المجهر
لكشف خبايا هذه الزيت السحرية قام الباحثون بتحليل المواد المكونة لها، فاتضح أن المزايا التي تتمتع بها تعود إلى ثلاثة مكونات رئيسية:
1- مضادات الأكسدة وأهمها: البوليفينول والأوليوكنتول والليكان (Polyphénols, Oléocanthol et Liganes)؛ تحد هذه المواد من التأثيرات السلبية لأنزيمات الأكسدة مما يضمن سلامة الخلايا والأنسجة.
2- الذهون غير المشبعة: (Acide gras monoinsaturés)؛ تخفض هذه الذهون من نسبة الكوليسترول الضار مما يشكل وقاية من أمراض القلب والشرايين.
3- الفيتامينات: وأهمها الفيتامين E وهو مضاد قوي للأكسدة، يحارب الجذور الحرة التي تتلف الخلايا والأنسجة (Les radicaux libres).
زيت الزيتون.. هبة الرحمن للإنسان
باركها خالقها عز وجل في كتابه الحكيم: يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ [سورة النور، 35]، وعظمها حين أقسم بها في سورة التين:والتين والزيتون وطور سنين [سورة التين، 1]، وأحبها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فتركها لنا وصية خالدة: “كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة” [رواه الترمذي في سننه من حديث ابن ماجة].
أفما آن الأوان كي تتصالح أذواقنا معها حتى تسري بركاتها في أجسادنا.