بعدما مزقت الحرب أوصال شعبهم، وشردت عائلاتهم وأسرهم، ودمرت مساجدهم ومدارسهم، وحطمت بيوتهم ومستشفياتهم… قرروا اللجوء، قرروا مغادرة وطنهم إلى وجهة أخرى يحسون فيها بالأمان ويرتاحون من ويلات الحرب التي لم ولن تضع أوزارها إلا بعد أن تقضي على ما ومن تبقى في سوريا الجريحة.
«إيلان» طفل سوري تقاذفت الأمواج جثته إلى أحد الشواطئ التركية بعدما زهقت روحه وهو بين أحضان والده الذي قاوم بكل جهده من أجل إيصال عائلته إلى بر الأمان ولكن بدون جدوى، وكأن البحر أراد أن يقول: أنا بريء من دم هذا الطفل. أية فاجعة أكبر من أن يتخلى الوالد عن فلذة كبده وسط البحر بعدما فارق الحياة؟ أية مأساة أكبر من أن يفقد الإنسان أعز الناس وأقربهم إلى قلبه في لحظة ولا حيلة إلى منع حدوث ذلك. «إيلان» صورة تجسد معاناة الشعب السوري الذي يعيش الحرمان من الأمان ويعيش التمزق والتشرد منذ بداية الحرب في سوريا، “ايلان” وصمة عار على جبين النظام السوري الذي من المفروض أن يحمي الشعب، ووصمة عار على جبين كل من يرفع شعار الإنسانية. “إيلان» وصمة عار على جبين الأنظمة العربية التي تقف وقفة المتفرج الذي يستمتع بالمشاهد المأساوية التي تتناقلها الشبكات الإخبارية وكل وسائل الإعلام. اشهد يا تاريخ واشهدوا يا عرب ويا غرب أن” ايلان” ليس رقما يضاف إلى ملايين الأرقام ضحايا الحروب، بل هو كارثة إنسانية وجريمة سياسة سيتحمل وزرها كل من رضي عن الأحداث المأساوية التي تقع في سوريا الجريحة وفلسطين الأبية واليمن ووو…