مساهمة في حملة #قرة_العين، والتي من بين أهدافها – حسب منظميها – السعي إلى الرقي بالعلاقة بين الآباء والأبناء في الدنيا إحسانا لنيل رضى المولى عز وجل. واستحضارا للوضع الصحي الذي يعيشه بلدنا، وبتزامن مع فترة الاستعداد لامتحانات الباكالوريا، أهمس في أذن الوالدين ببعض التوجيهات، علها تساعد فلذات أكبادنا على تجاوز الضغط النفسي، والتخفيف من الخوف من المستقبل الغامض، الذي يتوهم الكثير من الآباء والأمهات أن نيل شهادة الباكالوريا، وبمعدل مرتفع، بوابته.
إن الأبناء، فلذات الأكباد أحوجُ ما يكونون في هذه الظروف إلى الدعم والإسناد والاحتضان، ومن بين وسائل ذلك – والتوفيق من الله عز وجل -:
– التضرع إلى المولى عز وجل، والدعاء بالحفظ والعون وتنوير البصيرة وتسديد الخطى، فهو نعم المولى ونعم المجيب، القائل عز من قائل “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”.
– تفادي الضغط عليهم بالمقارنة مع بقية الإخوة أو الأقران، فلكل مؤهلاته وما حباه الله من استعداد، وكل ميسر لما خلق له.
– فتح القلب والجيب، وغض الطرف على ما قد يبدو منهم من تصرفات غير اعتيادية.
– توفير الفضاء المساعد على الهدوء والتركيز، فمن شأن ذلك أن يرفع من مردوديتهم وعطائهم.
– المساعدة والتنبيه، دون إلحاح، للتوازن في البرنامج اليومي بين فترات النوم والإطعام والدراسة والعبادة.
– تخصيص وقت كافٍ خلال فترات الاستراحة، وليس وقت الإطعام، للتداول في الآفاق المستقبلية، والإنصات الجيد لأفكارهم. ولا يحبذ فرضُ وجهات نظر أو مسار دراسي عليهم سعيا لتحقيق مطامح الآباء والأمهات بأثر رجعي.
– تحفيزهم وتوسيع آفاقهم ورفع منسوب طموحاتهم استشرافا للمستقبل، والتفرغ لهم في هاته الفترة، احتضانا وإنصاتا وبثا للأمل وتيسيرا للعقبات.
– العمل على مساعدتهم على التسجيل في المدارس والمعاهد والكليات، وملء المطبوعات الخاصة، والتداول معهم بلطف في اختياراتهم.
– الحرص على مرافقتهم، أو توفير الأجواء المناسبة، عند السفر لاجتياز مباريات الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي.
– اليقين والثقة في توفيق الله تعالى لهم، بعد الأخذ بالأسباب وحسن الاستعداد، ونقطة ارتكازه: “ثِـق بالله تَـرَ عجبا”. وما أروع قول الإمام الشافعي رحمه الله:
شَكَــوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي ** فَأَرشَـــدَني إِلى تَركِ المَعاصي
وَأَخبَـرَني بِـــأَنَّ العِلــمَ نــــــورٌ ** وَنـــــورُ اللَّهِ لا يُـــهدى لِعاصـي
– فخركم واعتزازكم – معشر الآباء والأمهات – بأبنائكم لأنهم بعضٌ منكم، وليس بما يحققون من نتائج. فحب الوالدين للأبناء غير مشروط ولا مرهون بالنتائج. شعور يجب أن يكون قناعة لدى الأمهات والآباء، وأهم من ذلك أن يكون راسخا لدى الأبناء.
وحسبنا الدعاء القرآني على لسان عباد الرحمن: ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً. صدق الله العظيم.
والحمد لله رب العالمين.