تتواصل ردود الفعل لدى شعوب العالم الإسلامي وفي المغرب على وجه الخصوص على اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد القبلي في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين العزل داخله والتنكيل بهم، دون تمييز بين النساء والأطفال.
وكانت الهيئة المغربية للنصرة عبرت عن إدانتها بـ “أشد العبارات” لهذا الحدث الذي وصفته بـ “المأساوي” في هذا الشهر المبارك، داعية الشعب المغربي والشعوب العربية والإسلامية إلى التضامن والاحتجاج على التدخل الوحشي في حق المرابطين داخل المسجد الأقصى المبارك.
واستجابة لهذا النداء، خرج المغاربة ليلة أمس بعد صلاة التراويح في ست وقفات مسجدية بأربع مدن، مع إعلان مدن أخرى للاحتجاج اليوم والأيام المقبلة تضامنا مع الشعب الفلسطيني فيما يتعرض له من قبل آلة الحرب العنصرية الصهيونية.
ففي مدينة فاس نُظمت وقفتان بمسجدين؛ مسجد التاجموعتي بعين قادوس، ومسجد البركة حي الأدارسة، يوم 05 أبريل لتسجيل التضامن مع الفلسطينيين، واستنكار ما يقع لهم من تنكيل وإجرام من قبل الكيان الصهيوني، وتدنيس المسجد الأقصى وطرد المرابطين والمرابطات واعتقال عدد كبير منهم. وقد أدانت ساكنة مدينة فاس من خلال شعاراتها؛ الأنظمة المطبعة ومشاركتها في التواطؤ مع الكيان المحتل الذي زادت هجمته الشرسة ضد هذا الشعب الأعزل نتيجة الصمت العربي والعالمي، وتخاذل الأنظمة، وختمت الوقفتان بكلمة ودعاء استمدادا لرحمة الله تعالى ونصره القريب.
وفي التوقيت ذاته خرج مواطنون بمدينة الدار البيضاء في وقفتين مسجديتين، بكل من منطقة بوسيجور ومنطقة الألفة، بدافع الغيرة على الحرم القدسي والتضامن مع المرابطين المقدسيين الذين تعرضوا لشتى أشكال العدوان، من لدن سلطات الاحتلال، وهم في مصلاهم ومعتكفهم، ونظم سكان حي بوسيجور وقفة بمسجد النور، كما نظم سكان الألفة وقفة بمسجد الحاج فاتح، تعبيرا منهم عن روح تضامنهم غير المشروط مع الشعب الفلسطيني، كما عبروا عن رفضهم جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي استباح جنوده حرمة المسجد القبلي دون اعتبار لحرمة الزمان والمكان. وقد رفعت في الوقفة الأعلام الفلسطينية والهتاف بشعارات منددة بالعدوان وبالتطبيع.
ساكنة سيدي بنور هي الأخرى استجابت لنداء النصرة، ونظمت وقفة احتجاجية بمسجد السعادة، تنديدا بالاقتحام السافر لقوات الاحتلال الصهيوني وتخريبها المسجد الأقصى المبارك في هذا الشهر المبارك، وقد عرفت الوقفة حضورا كبيرا للساكنة التي تفاعلت مع دعوة الهيئة مرددين شعارات رافضة للتطبيع وداعمة للشعب الفلسطيني…
من جهتها، تفاعلت ساكنة مدينة الزمامرة مع الحدث، “تلبية لنداء الضمير الحي والموقف الإنساني السامي” وبحضور وازن وشعارات قوية في الوقفة التي دعت إليها الهيئة مساء يوم أمس أمام المسجد الحسني تضامنا مع الأبطال المرابطين في بيت المقدس وشجبا واستنكارا للعدوان الصهيوني الغادر، الذي استهدف المسجد الأقصى المبارك، كما تخللت الوقفة كلمة حول سياق هذا العدوان الغاشم وتداعياته الخطيرة على مصير الأمة. وقبل الختم، قرأ المحتجون سورة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام دولية تناقلت مقاطع فيديو تبين حجم الإجرام الذي ارتكبته آلة الاحتلال الصهيوني أثناء اقتحامها للمسجد الأقصى، ليلة الأربعاء 14 رمضان 1444 الموافق 5 أبريل 2023، مع اعتقال العشرات منهم، دون اعتبار لقدسية المسجد وحرمة هذا الشهر الفضيل، “وهو ما يؤكد الطبيعة الدموية والعدوانية لهذا الكيان المجرم والغاصب الملطخة يده بدماء الآلاف من الشهداء”، كما ذكرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في بيانها.