احتفاء باليوم الوطني للمرأة المغربية الذي يحل يوم العاشر من أكتوبر من كل سنة، تمنّت الأستاذة خديجة مستحسان عضو المكتب الوطني للقطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان، أن “نزف إليه (اليوم) بشارات الإنصاف والتمكين، وانفراج أزمات المواطن المغربي ذكره قبل أنثاه”، لكن واقع بلدنا الحبيب، تقول، “يأبى إلا أن يطيش بهذه الآمال الحالمة، ليؤكد بالحال والمقال أن بلدنا أضحى وللأسف الشديد مضرب الأمثال في استشراء الفساد والتفنن في نهب خيرات البلاد وقهر العباد”.
ومضت الباحثة في الفكر الإسلامي في تدوينة على حائطها الفيسبوكي قائلة بأن السنة والأشهر والأيام تسائل “خبراء الدعاية عن شعارات واعدة كاذبة للمرأة المغربية بغد أفضل ترغد فيه بحقوق لا نهاية لها، وعيش كريم يضمن آدميتها وإنسانيتها، ووضع اجتماعي يجعل منها شريكا حقيقيا في البناء”، لتستطرد موضحة “وتنتهي سنة لتليها أخرى، وحصيلة الوعود فاضحة، نساء يمتن من أجل حفنة طحين، ومكافحات تسحلن في معابر العار من أجل لقمة عيش تقيهن ذل السؤال، وأمهات تغتصب أمومتهن في أروقة ودهاليز ما يشبه المستشفيات، ومناضلات تزهق أرواحهن علنا لا لذنب إلا لأنهن يطالبن بحقوقهن المغتصبة في بلد الحقوق والديمقراطية، لتختتم السنة بفاجعة غير مسبوقة استهدفت فيها الأيادي الغاشمة شبابنا الغريب الضائع في بلده في شخص طالبة جامعية تقتل بالرصاص الحي، تهمتها الهروب من وطنها الأم بحثا عن الحياة الكريمة والغد الأفضل في أوطان الغير”.
وأكدت مستحسان أن ما ذكرته ليس سوى نماذج فقط لحصيلة السنة، “دون أن ننسى أرقام الأمية المخجلة وحالات العنف المتنامي والتشريد للأسر رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا دون أي استحضار لأدنى قيم الإنسانية…”. لتختتم تدوينتها بخلاصة قالت فيها “واقع مزري تعيشه المرأة المغربية في ظل سياسة رعناء، وانحدار في معاني إنسانيتها وكرامتها فاضح وخطير، ولكن الأخطر من هذا وذاك أن يطلب منا في ظل هذه الأوضاع – ودون خجل – أن نحتفل باليوم الوطني للمرأة المغربية!!!!!”.
أما الباحثة في العلوم السياسية الدكتورة صباح العمراني فانطلقت في قراءتها لواقع المرأة المغربية من زاوية مضي 14 سنة على إقرار مدونة الأسرة، التي “هللت لها كل المكونات السياسية والحقوقية باعتبارها قفزة نوعية في تمكين المرأة”، لكن بعد كل هذه المدة تقول العمراني “يظهر جليا أن أوضاع المرأة لم تعرف تحسّنا إن لم تكن قد تدهورت أكثر، فحوادث القتل المتكرر للنساء في كل من سيدي بولعلام وسبتة نتيجة البحث عن لقمة العيش، وأوضاع العاملات في المعامل والضيعات الفلاحية: استغلال، تحرش، إهانة…”.
واستدعت صباح مظاهر أخرى لواقع المرأة المغربية بقولها في تدوينتها على الفيسبوك “تشييء المرأة من أجل تسويق المنتجات الاستهلاكية، نادلة في المقاهي؛ عاملة استقبال؛ الحرمان من الموارد الاقتصادية، وزد على كل هذا بعض الظواهر التي أصبحت تتفشى متجاوزة لكل القيم المجتمعية كالتضامن والإباء وعزة النفس (الاغتصاب أمام الملأ؛ ظواهر التعنيف..) دون أن ننسى نسب الوفيات عند الولادة. وسوء التطبيب والإهمال”، متسائلة مستنكرة “فأين نحن من ما أكرمهن إلا كريم؟”.