بين يدي المعجزة
كل عام يقف المؤمن أمام هذا الحدث إما في نص مقروء أو على أثير مسموع أو مشاهد أو خطبة منبرية ليقتطف كل منَّا من هذا الحدث رسائلا ودروساً وعبراً.
كانت معجزة الإسراء والمعراج من أعظم المعجزات بعد القرآن الكريم لما فيها من آيات الله الكبرى ورسائل زاخرة ومشاهد كبيرة عن عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
لم يأت الإسراء والمعراج اعتباطاً أو سرداً للأحداث، بل جاء عقب حقبة زاخرة من الأحداث والمدافعة بين الحق والباطل وصوت الإسلام مع أبواق الشرك.
وحَريٌّ بأيِّ داعية مسلم اليوم أن يقف مع هذا الحدث ليستخلص منه دروس التربية والدعوة والصبر والثبات وفيض عطاء الرحمان الرحيم، حتى لا يخال الداعية أن الدعوة فندق من خمسة نجوم، وأن الأرض مفروشة وروداً وزهورا وأن التنافس على الفضائيات وموائد الشهرة ما هو إلا مزلق من منزلقات الدعوة.
طوال المدة التي سبقت هذا الحدث الكبير، كان الداعية المربي محمد صلى الله عليه وسلم يخوض معارك ضد صناديد الكفر، وإنها لرحلة شاقة مع إعلاء كلمة التوحيد وترسيخ معاني الإيمان في قلوب الرجال.
منذ إعلان الدعوة في مكة وسيوف القمع لم تهدأ ولو للحظة من عرقلة مسيرة الدعوة وأصحابها والمشرف عليها، وكم كان نصيبه ونصيبهم قاسياً وهم يواجهون حملات السخرية والاستهزاء، ثم حملات التعذيب والتعنيف والتشريد والتهجير، ثم الحصار في شعب أبي طالب لثلاث سنوات عجاف بلا طعام ولا شراب، ليخرج من هذا الحصار الذي حطمه وحطم قيوده البالية صبر الداعية وثباته في الطريق، وقلب متعلِّق بالله تعالى واثق به سبحانه.
يموت العم المكافح المنافح عن النبي صلى الله عليه وسلم والصاد لحماقات قريش الجنونية، يموت في منتصف الطريق ليكمل صلى الله عليه وسلم المشوار ليواجه أضعاف ما كان يواجهه في حياة عمه، ولئلا يقال لولا عمه ما صبر، وتموت قبله بنحو شهر زوجته وحبيبته خديجة بنت خويلد لتزداد كذلك هجمات قريش وصدهم وجرأتهم على رسول الله ليواجه من الإذايات ألواناً.
ومن شأن الداعية الصابر المحتسب الذي لا يستعجل جني الثمار أن يستأنف جهاده ودعوته فيخرج إلى الطائف لعل صوت الحق يجد هناك من يسمعه ويصغي إليه، فيخرج في رحلة مرطونية بزاد قليل ورفقة زيد بن حارث إلى الطائف يدعوا إلى الله شهراً كاملا.
من دعاء إيابه صلى الله عليه وسلم ندرك كم لاقى من المحن في هذه البلدة الظالم أهلها، حيث رفضوه وعنفوه واصطفوا له يرمونه بالحجارة والسب والقذف، وتحدث الحجارة خدوشاً وجروحاً وإيلاماً وكِلاماً في جسم الداعية المربي حتى تضطره وتلجئه إلى بستان ليحتمي به ويبتعد عن فجور القوم وإذايتهم، وما هي إلا لحظات حتى ينسى الداعية كل ألم ليبني أملا بالدعوة، فها هو في حوار دعوي مع غلام اسمه عداس ونتيجة لهذا الحوار يسلم الغلام.
يقف رسول الله صل الله عليه وسلم ليعلمنا درساً بليغاً وأدباً عظيماً مع الله تعالى، في طريق رجوعه يقف ليناجي ربه لأنه الملجأ الوحيد للمؤمن في السراء والضراء، في المحنة والمنحة، عند الزوال والنوال، كيف ما كان حالك أيها الداعية كيف تبث إلى الله شكواك، هل تشكوا له ألم السنِّ والضرس وتعدُّ له جهودك وتضحياتك وعظيم أعمالك، وتشكوا إليه إعراض وصدَّ فلان، وجحود علان.
يقف الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يناجي ربه بعد الطائف قائلا: “اللَّهُمَّ إِليْكَ أشْكُوا ضعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّة حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلى النَّاس، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أنْتَ رَبُّ المُسْتَضْعَفِينَ، وأنْتَ رَبِّي، إِلى منْ تَكِلُنِي، إِلى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أمْ إلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أمْرِي، إنْ لمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَليَّ فَلاَ أبَالِي، غَيْرَ أنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أوْسَعُ لِي، أعُوذ بِنُورِ وَجْهِكَ الذِي أشْرَقَتْ لهُ الظُّلُمَاتْ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَة، أنْ يَحِلَّ عَلَيَّ غضَبُكَ أوْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ، لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ”.
ينسى عبد ربِّه المرسل من الله تعالى كل آلامه ويجأر إلى ربه: “لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ”.
في موقف آخر تعرض المسلمون لانكسار شديد في معركة أحد وقتل من أصحابه سبعون، منهم عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة سيد الشهداء، وأصيب صلى الله عليه وسلم بجُرحٍ نافذٍ في خده، ومع انتهاء وطيس هذه الحرب دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلاة جامعة ليحمد الله على ما وقع وقال: “اسْتووا حتَّى أثْنِيَ علَى رَبِّي عزَّ وجَلَّ، فصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفاً، فقال صلى الله عليه وسلم: اللّهُمَّ لكَ الحَمْدُ كُلُّه، اللهمَّ لا قابِضَ لمَا بَسَطتَ، ولاَ بَاسِطَ لمَا قَبَضْتَ، وَلا هَادِيَ لمَا أضْلَلْتَ، ولاَ مُضِلَّ لمَا هَدَيْتَ !! ولاَ مُعْطِي لمَا مَنَعْتَ، وَلاَ مَانِعَ لمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُقَرِّبَ لمَا بَاعَدْتَ، وَلا مُبَاعِدَ لما قرَّبْتَ..”.
هذه دعوات ينسكب اليقين من كل حرف فيها، إن الهزيمة والمعاناة والعقبات والإذايات ونفاثات الباطل وهمزه ولمزه قد تكسر أفئدة الذين يعبدون الله على حرف، أما الذين فنوا في الله وباعوا نفوسهم وأموالهم، فإن عبوديتهم تتألَّق في السراء والضراء، وهم يسلمون ما أرادوا ويخضعون لحكمته سبحانه 1.
يعود رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليواصل المسيرة، فالأمس قد مضى ولن يثني الداعية عن مواصلة الطريق شيء، ولن يحدث فيه بأساً أو يراجع مبادئه، فالرحمة والرأفة وطلب الهداية للجميع كان هذا دأب المربي صلى الله عليه وسلم.
الإسراء والمعراج دروس وعبر
1- التسرية والتكريم
يكثر أهل السير رضي الله عنهم من ذكر هاتين الغايتين من الإسراء، وتبعهم الناس نقلا في ذلك، وعندما يقف الداعية ليلتمس صفة التكريم والتسرية أو التسلية وصفة هذا الرسول الكريم الذي رباه ربه فأحسن تربيته وعلمه فأحسن تعليمه، نجد أن التكريم والتسرية ليستا هما الحكمتين المناسبتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لهذه المعجزة العظيمة.
أولا: لأن الله بين في كتابه الغاية العظمى من هذه المعجزة وهي قوله تعالى: سُبْحَانَ الذِي أسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلَى المَسْجِدِ الأقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا. وقال في سورة النجم: لَقَدْ رَأى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى [الإسراء الآية 1].
وثانيا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك أن الدنيا ليست دار جزاء وإنما هي دار عمل، والتكريم الذي يتمناه الداعية والثمن الذي يعمل له بجد وجهد هو رضى الله تعالى ورضوانه في الآخرة، ولو كان الأمر كذلك لكان محتاجاً في كل محنة يخرج منها إلى مكافأة وتكريم وتسلية وتنفيس عما وقع له، وإن كان هنا كوفئ بعد وفاة العم والزوج ومحنة الطائف فبما يكافأ بعد أحد وموت أصحابه والتمثيل بعمه وفاجعة بئر معونة ورعل وذكوان وفتكهم بالقراء، حيث حزن عليهم صلى الله عليه وسلم وقنت يدعو على قاتليهم شهراً.
ومن يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصبره وصلابته في الدعوة يدرك أنه ليس محتاجاً لتسرية وتسلية حتى يزيد من عزمه وثباته، وهو الذي قال لعمه ولقريش حين جاؤوه مفاوضين: “والله يا عَم، لو وَّضَعُوا الشَّمسَ في يَمِيني والقمرَ على يساري على أن أترُك هذا الأمر ما تركته حتى يظْهرَه الله أو أهْلكَ دونه”. ومن كانت هذه عزيمته وصدقه مع مولاه لن ييأس أو يهدأ ويغمض له جفن حتى يكمل رسالته، ألا ترى أنه من شدة حرصه خاطبه الله تعالى: أفّأنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حتَّى يَكُونُوا مُومِنِينَ [يونس الآية 98]. وقال: فَلَعَلَّكَ بَاخِعُ نَّفْسَكَ على آثَارِهِمُ إن لَّمْ يُومِنُوا بِهَذا الحَدِيثِ أسَفاً [الكهف الآية 5].
إني لا أميل إلى أنَّ هذه المعجزة سيقت من أجل التكريم والتسلية وإن كانا واردين، ولكن ليسا هما الغرض بعينه لما ذكرت، ولاعتبارات أخرى تدرك بنظرة شاملة لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
2ـ لنريه من آياتنا
من هذه الآيات التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم توطئة للهجرة الحدث العظيم وتوطئة كذلك لأعظم مواجهة على مدى التاريخ يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، والآيات التي رآها كثيرة، منها شق الصدر والذهاب إلى بيت المقدس وركوب البراق ومشاهد أخرى في الطريق والعروج إلى السماوات ورؤية الغيب الذي دعا إلى الإيمان به، الأنبياء والمرسلين والملائكة والجنة والنار ونماذج من النعيم وأخرى من الجحيم، وسدرة المنتهى والبيت المعمور والحضرة القدسية حتى سمع صرير أقلام كتبة الوحي.
“عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيْتُ لَيْلةَ أسْرِيَ بِي رِجَالاً تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِضَ مِنْ نَارٍ فقُلتُ: منْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيل؟ فقال: الخُطَبَاءُ مِنْ أمَّتِكَ يَأمُرُونَ النَّاسَ بالبِر، وَيَنْسَوْنَ أنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الكِتَاب أفَلا يَعْقِلُون” 2.
وما أحسن بالداعية في طريق دعوته أن يرتبط بصدق بالله تعالى وبالآخرة المصير الحق، فما عند الله خير وأبقى، وإن كان الرسول مؤيداً بالمعجزات ففي كتاب الله تعالى والسنة المحمدية والطاعات والعبادات وجلسات الذكر منافذ للعالم الآخر وفسحة لك أيها الداعية لاستقراء الغيب والتصديق به.
3ـ مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم
من بدء الحديث عن هذه المعجزة تتجلى صورة عظمة هذا الرسول الكريم، وكيف اصطفاه الله واجتباه ورقاه حتى دعاه إلى حضرته العلية ووصله بالأمكنة القدسية، ويبعث له الأنبياء ليؤمهم في الصلاة، ثم في مسيرة المعراج يصطفون له واحداً واحداً سلاماً ودعاءً إلى أن يقف أمام سدرة المنتهى، ثم يترقى إلى الحضرة القدسية حتى سمع صرير الأقلام وتلقى الوحي المبارك بلا واسطة من رب العزة، وإن كنت من ذوي الرأي أنه رأى ربه في تلك الليلة المباركة فذاك أمر له عظمته. لتعلم أيها الداعية عمن تأخذ وعمن تبلغ ليكون ارتباطك به أكثر والعكوف على بابه وسنته وحسن تبليغها آكد وألزم.
4ـ الصـلاة
كان مما أوحى الله إلى نبيه في تلك الحضرة القدسية الصلاة، وأظن أن الإسراء والمعراج رغم كثرة دروسه وعبره إنما سيق في جملته وفي هذه الفترة الانتقالية المهمة من أجل الصلاة، الهدية الربانية والتكريم الحقيقي له ولأمته جمعاء، والصلاة أبرز درس للداعية يمكن أن يخرج به، كما يجب أن لا نأخذ الصلاة هكذا دون أن ندرك كنهها وحقيقتها وعظمتها كما عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسلَّمَها، فالصلاة صلة واتصال بالله تعالى على الحقيقة.
كأنه يقول له إنك يا محمد ستواجه فتناً وعقبات وستحتاج لمن تكشف له همك وغمك وتبث إليه شكواك وتجدد يقينك وتعلي من همتك وعزائمك، فها هي الصلاة، صلة بين العبد وربه ومعراج العبد واتصاله بالملكوت الأعلى، ولذا كان صلى الله عليه وسلم يقول: “وجُعِلتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ”.
وكان الصحابة الكرام كلما ألمَّ بهم حدث فزعوا إلى الصلاة. وزاد الداعية تلك الركيعات بالليل والنهار يستعين بها على هموم الدعوة وعقبات الطريق وكفى بالداعية إثماً اشتغاله بتحسين خطابه ومدى تأثيره في الجماهير وضياعه للصلاة.
5ـ الابتلاء والاختبار
الدعوة النبوية تستعد لمرحلة انتقالية وهي الهجرة، والهجرة هي بناء وطن يحمي الدعوة ويأويها وينافح عنها، وهذا الشيء يحتاج إلى رجال والرجال يعرفون ويمحصون عند المحن.
وجاء هذا الحدث ليميز الله ويمحص الصادق من غيره، لذا سارع النبي صلى الله عليه وسلم إلى إخبار قريش بالخبر كله ليصدق من يصدق ويكذب من يكذب، لأن أمر الهجرة وما يتبعها لا يلقاها إلا الذين صبروا ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم، الذين صدقوا هم الذين هاجروا وهم الذين خاض بهم معركة بدر التي فرق الله بها بين الحق والباطل، ولتظهر كذلك معادن الرجال من أمثال الصديق رمز الصديقية واليقين.
يرتجف الرجال في منتصف طريق الدعوة جراء تسرب الشك والتشكيك في موعود الله ورسوله، وهذا الارتجاف مؤذن بالتنازل والرضى بالقليل، لكأن الداعية يرجو قليلا من العيش دون المجد المؤثلِ عند الله تعالى، يضعك الباطل أمام خيارات دنيوية وعروض مغرية بينما ليس زادك وزاد من حولك سوى يقين في قلبك عن موعود الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأيهما ستختار؟
6ـ الدرس الجامع، اليقين في الله تعالى
ولنترك للأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى الكلام ليحدثنا عن هذا الدرس الكبير من هذا الحدث العظيم في رسالة تذكير قائلا: أكتب هذه الصفحات ليلة الجمعة المطابقة لذكرى الإسراء والمعراج، ليلةً منورة بما هي جمعة، مباركة بما هي ذكرى معجزةٍ ناجَى فيها الحبيب حبيبه، وجلّى فيها المولى الكريم سبحانه عنايته برسوله رحمة للعالمين. صلى الله عليه وسلم.
ماذا في ذكرى الإسراء والمعراج من عبرة وأسوة للعالمين على نصرة دين الله عز وجل في عالم يموج فتنةً، ويَسْتَنْسِر فيه الأعداء، يتآمرون على أهل الإيمان، وماذا في الجمعات تمر بنا ونحن غافلون عن الله من استنارة ترجى للقلوب المتعرضة لنفحات الله؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من الطائف وما لاقى من عنَتٍ وشدة على يد المشركين، ولا وَلِي إلا الله ولا ناصر بعد موت أبي طالب ووفاة أمنا خديجة رضي الله عنها، أحوجَ الناس إلى رحمةٍ من الله تجدد اليقين وتثبت الأقدام وتدفع لجهاد مستأنف. فكانت المعجزة السماوية والرحلة الخارقة بلْسَمَ الرحمة وباعث اليقين.
ولنحن المستضعفون في الأرض، تألبت علينا قوى الجاهلية من خارجٍ متآزرة مع أنظمة الفتنة من داخل، أحوج إلى تجديد إيماننا بما يتجدد به الإيمان من صحبة في الله وذكر لله وإخلاص وصدق في اتباع سنة رسول الله، عليه صلاة الله وسلام الله.
استقامتنا على الهدي النبوي وسيرنا على المنهاج النبوي هي الكرامةُ يُفيضها الله سبحانه على قلوب العباد الصادقين. وتلك عبرة الذكرى وأسوتها. وتلك نتيجة التعرض في الليالي المباركة المنورة لنفحات الله، حين يغفل الغافلون ويرقد على وسادة الهوى واستطابة الهوان المهينون.
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأعظم.