الاحتلال الصهيوني يستأنف إبادته لأهل غزة بمشاركة أمريكية وصمت دولي

Cover Image for الاحتلال الصهيوني يستأنف إبادته لأهل غزة بمشاركة أمريكية وصمت دولي
نشر بتاريخ

في خطوة غادرة وخرق سافر لاتفاق وقف إطلاق النار، استأنف الاحتلال الصهيوني حربه العدوانية الشرسة على قطاع غزة في وقت مبكر جدا من هذا اليوم، الثلاثاء 18 مارس 2025، واستخدمت 100 طائرة وعشرات الأطنان من المتفجرات، نتج عنه إلى حدود اللحظة أزيد من 420 شهيدا وأكثر من 500 جريح، فضلا عن العشرات من المفقودين تحت الأنقاض نتيجة غياب المعدات المناسبة لاستخراجهم.

دعم أمريكي لمجازر الاحتلال في غزة لـ”تركيع” المقاومة

الهجوم النازي للكيان الصهيوني، يأتي بغطاء ودعم مباشر، وضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركتها بهدف تركيع المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها، أو على الأقل إضعافها وإخضاعها من أجل تقديم تنازلات في المسار الموازي في المفاوضات من أجل إطلاق المختطفين لديها.

واستهدف جيش الاحتلال في هجماته على القطاع كل مظاهر الحياة، ولم يستثن المناطق السكنية وتجمعات المواطنين ومراكز الإيواء، كما عمد إلى حرق الخيم ليلا بمن فيها ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الأطفال والنساء… مع تشديد الخناق على كافة المعابر لمنع تسرب أي مساعدات مهما كانت إنسانية، إغاثية…

وقد عاد الاحتلال إلى حرب إبادته الشاملة على أهل غزة بعد أسبوعين من الحصار ومنع دخول المساعدات، الذي تنصل من خلاله من اتفاق وقف إطلاق النار والذي استمر قرابة الشهرين من 19 يناير إلى 18 مارس، وجرى فيه تبادل عدد من الأسرى بوساطة مصرية قطرية وأمريكية، وتخفف فيه العبء عن الفلسطينيين بعد 15 شهرا من الإبادة شاهد الجميع جزءا كبيرا من أطوارها في وسائل الإعلام، وبلغ عدد الشهداء فيها أكثر من 61 ألف شهيد فضلا عن أزيد من 110 ألف جريح.

العدوان الجديد “لن يمنح يدا عليا لإسرائيل لا في الميدان ولا في المفاوضات”.

وبينما توالت ردود الفعل الدولية الرسمية والشعبية في مختلف أنحاء العالم، المستنكرة لعودة الصهاينة إلى الحرب، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن نتنياهو وحكومته “اتخذا قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار معرضين الأسرى الإسرائيليين في غزة لمصير مجهول”. بينما شددت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها على أن العدوان الجديد “لن يمنح يدا عليا لإسرائيل على المقاومة لا في الميدان ولا في المفاوضات”.

وطالبت حماس وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار بـ”تحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه”، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لانعقاد عاجل لأخذ قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها.

وأعلنت حماس استشهاد كوكبة من قادة الحركة والعمل الحكومي في قطاع غزَّة في هذا الهجوم، وقالت إنهم كانوا في خندق الصمود والثبات والرباط مع أبناء وعوائل قطاع غزَّة على مدار أكثر من خمسة عشر شهراً، صنعوا فيها أروع صور العمل الدؤوب في خدمة شعبهم وتعزيز أمنه ولحمته الاجتماعية وصموده على أرضه، وتضميد جراحه، وتحقيق تطلعاته في وقف وإنهاء العدوان الصهيوني.

حرب توازيها اقتحامات.. عربدة ودمار وقتل بدون حساب

وتسوق آلة الدعاية الصهيونية إلى أن الحرب عادت من أجل تحقيق أهدافها المحددة في القضاء على المقاومة، بعد تحديد عدد كبير من الأهداف في وقت التوقف، وهو ما فسر العدد الكبير من الغارات الجوية في أول استئناف للحرب، ورغم كل ذلك فإن محللين يؤكدون أن الهدف هو مزيد من الضغط على حماس وتقوية الموقف في المفاوضات، لأن تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على المقاومة واسترجاع المختطفين بالقوة لن تحققه الحرب التي فشلت لأزيد من 15 شهرا الماضية.

ويتواصل إنذار جيش الاحتلال للسكان والأهالي والعائلات وتتسع مطالبه وتتزايد بإخلاء مبانٍ ومربعات وأماكن محددة، لاعتبارها أماكن مستهدفة بالقصف من قبل الجيش النازي، كما أنه يقصف أماكن أخرى كثيرة بدون إشعار، الأمر الذي يجعل الأمن غائبا عن كل المناطق في القطاع أمام جنون وعربدة هذا الكيان الصهيوني الذي يُواجه بصمت العالم وتواطئه.

ويتزامن هذا العدوان مع اقتحام لأعداد كبيرة من المستوطنين الصهاينة للمسجد الأقصى وتدنيس باحاته والعربدة فيها، تحت غطاء قوات شرطة الاحتلال وحمايتها المباشرة.