التصدي لمحاولة اختراق المجتمع وتفعيل العمل الميداني.. ضمن 10 نقاط ميّزت كلمة ذ. حمداوي في المجلس الوطني للجبهة

Cover Image for التصدي لمحاولة اختراق المجتمع وتفعيل العمل الميداني.. ضمن 10 نقاط ميّزت كلمة ذ. حمداوي في المجلس الوطني للجبهة
نشر بتاريخ

ألقى الأستاذ محمد حمداوي باسم جماعة العدل والإحسان كلمة في المجلس الوطني الخامس للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، المنعقد يوم الأحد المنصرم 23 فبراير.

الكلمة التي جاءت ضمن كلمات الهيئات السياسية الداعمة للجبهة، ركزت على عدد من النقاط المحورية؛ كمكانة القضية الفلسطينة وأولويتها، ومناهضة التطبيع بكل أشكاله، ووحدة الصف الوطني، ودور الشباب والطلبة… 

هذا نصها الكامل:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السيدات والسادة، الحضور الكريم

يشرفني الحضور معكم اليوم في المجلس الوطني الخامس للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، هذه الجبهة، إلى جانب مكونات جامعة أخرى كمجموعة العمل من أجل فلسطين وعدد من الجمعيات والمؤسسات الممانعة، التي تجسد وحدة القوى الوطنية الحية في التصدي لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل. إننا ننوه بالعمل الدؤوب والجاد للجبهة وللقوة التنسيقية والتنفيذية التي تتمتع بها. وندعو إلى الاستمرار في هذا المسار وتعزيزه وتطويره.

يأتي هذا اللقاء في هذا اليوم الذي يوارى فيه الثرى القائد الشهيد حسن نصر الله ورفيقه السيد هاشم صفي الدين رحمهما الله وكل شهداء المقاومة، وننوه بدور جبهة الإسناد الذي كان لها دور واضح إلى جانب غيرها من الجبهات في الدعم اللامشروط للمقاومة، والذي أدى بها إلى تقديم تضحيات باهظة. تقبل الله من الجميع.

وفي سياق انعقاد هذا المجلس المتميز، أود التأكيد على النقاط التالية:

1. مركزية القضية الفلسطينية: تظل فلسطين قضيتنا الوطنية والعربية والإنسانية والإسلامية العادلة، والوقوف إلى جانب شعبها واجب لا يقبل المساومة.

2. رفض التطبيع بكل أشكاله: نؤكد موقفنا الثابت الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، باعتباره خيانة لدماء الشهداء وحقوق الشعب الفلسطيني، كما أنه لا يخدم إلا مصالح الاحتلال، بينما يؤدي إلى استنزاف اقتصاديات الدول المطبّعة وإضعاف سيادتها.

– في الأردن، وبعد توقيع اتفاقيات التعاون الاقتصادي مع الاحتلال، شهد قطاع الطاقة أزمات متكررة، حيث فرضت “إسرائيل” شروطًا مجحفة في اتفاقية الغاز، مما كبّد الاقتصاد الأردني خسائر كبيرة وأبقاه مرتهنًا للابتزاز الصهيوني. كما لم ينعكس التطبيع بأي شكل على تحسين الوضع الاقتصادي، بل زادت معدلات البطالة والفقر، بينما استفاد الاحتلال من تصدير منتجاته إلى السوق الأردني دون تقديم أي مقابل حقيقي.

– في مصر، ورغم مرور عقود على اتفاقية كامب ديفيد، لم يؤدِّ التطبيع إلا إلى مزيد من التبعية الاقتصادية، حيث استحوذ الاحتلال على حصة كبيرة من الغاز المصري بأسعار بخسة، مما حرم الشعب المصري من ثرواته الطبيعية. كما أن التعاون الزراعي والصناعي لم يخدم سوى الشركات الإسرائيلية التي تستغل العمالة المصرية بأجور زهيدة ودون أي حماية قانونية حقيقية.

إن هذه النماذج تثبت أن التطبيع ليس سوى مشروع لخدمة الاحتلال وإفقار الشعوب، وهو ما يجعلنا أكثر تمسكًا برفضه ومقاومته بكل السبل المتاحة. نقول هذا ونحن نعتبر رفض التطبيع مع الكيان الغاصب موقفا مبدئيا راسخا مؤيدا لحق الشعب الفلسطيني في أرضه كاملة. ولحق الأمة العربية والإسلامية في مقدساتها كاملة على أرض فلسطين. إننا نريد بالحديث عن هذه المعطيات أن نؤكد طبيعة هذا الكيان الصهيوني المارق، وأنه أينما حل حل معه الخراب والدمار والانقسام، وحلت معه البغضاء والضغينة بين أفراد البلد الواحد وبين شعوب الأمة الواحدة.

التضامن والدعم المستمر: نعلن دعمنا الكامل والمستمر للمقاومة الفلسطينية الباسلة، باعتبارها حقًا مشروعًا في مواجهة الاحتلال.

3. وحدة الصف الوطني: ندعو كل القوى الوطنية إلى مزيد من التلاحم ورص الصفوف لمواجهة مشاريع التطبيع والاختراق الصهيوني، الذي لن يتردد في محاولاته الحثيثة لتمزيق النسيج المجتمعي المتلاحم حول القضية وحول المكونات الأساسية لهويته وحضارته المغربية والعربية والأمازيغية والإسلامية.

4. فضح جرائم الاحتلال: نطالب الهيئات الحقوقية والإعلامية بتكثيف الجهود لكشف وفضح جرائم الاحتلال أمام الرأي العام الوطني والدولي. والاستمرار في ذلك وتجاوز كل شكل من أشكال غض الطرف أو تناسي الجرائم المهولة لحرب الإبادة الجماعية التي شنها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة ثم على الضفة.

5. تفعيل العمل الميداني: نؤكد على ضرورة تفعيل المبادرات الشعبية والميدانية الداعمة للقضية الفلسطينية، سواء من خلال التوعية أو الاحتجاجات السلمية. وفي هذا الإطار، ننوه بكل المبادرات الناصرة لطوفان الأقصى في كل مكان من هذه الأرض، وخاصة الوقفات والمسيرات الحاشدة التي لم تتوقف في مختلف مدن المغرب طيلة حرب الإبادة على غزة، والتي أكدت مرة أخرى أن الشعب المغربي متمسك بدعمه اللامشروط للمقاومة الفلسطينية ورفضه القاطع للتطبيع.

6. دور الشباب والطلبة: نحيي الدور النضالي للشباب والطلبة، فهم عماد الأمة وروحها الحية، وقوة التغيير الأساسية. وقد برهنوا خلال الأشهر الأخيرة عن وعيهم العميق بالقضية الفلسطينية، حيث نظمت الجامعات المغربية العديد من المبادرات التضامنية، شملت تظاهرات، ومحاضرات، ومعارض توعوية، وحملات إلكترونية لكشف جرائم الاحتلال والتصدي للدعاية الصهيونية. كما أن الشباب المغربي حاضر بقوة في كل الوقفات والمسيرات، مما يؤكد أن قضيته الأولى ستظل فلسطين، وأنه يرفض كل محاولات فرض التطبيع عليه.

7. التنسيق المغاربي والعربي: ندعو إلى تعزيز التنسيق مع مختلف القوى الحية في المغرب الكبير والعالم العربي لمواجهة المخططات التطبيعية، خاصة في ظل محاولات الكيان الصهيوني لاختراق المجتمعات العربية سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وثقافيا وتعليميا وجمعويا وفنيا ورياضيا.

8. الضغط السياسي والقانوني: نحث على استثمار كل السبل القانونية والسياسية لإسقاط اتفاقيات التطبيع، باعتبارها لا تمثل الإرادة الحقيقية للشعب المغربي. كما نثمن الخطوات المتخذة في المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، رغم التباطؤ الفاضح للمنظمات الدولية الأخرى، التي تتعامل بازدواجية مع الجرائم ضد الإنسانية، حيث تسرع في إدانة بعض الأطراف، بينما تتغاضى عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال أمام مرأى العالم. إن هذا الكيل بمكيالين يكشف زيف الخطاب الحقوقي الغربي ويؤكد أن الشعوب وحدها هي القادرة على فرض ميزان العدل.

9. الثبات على المبدأ: رغم الضغوط والتحديات، سنظل أوفياء لموقفنا الثابت: لا اعتراف، لا تفاوض، لا تطبيع مع المحتل. وكما أثبتت الأحداث الأخيرة، فإن الشعوب لا تنسى قضاياها العادلة، وستظل القضية الفلسطينية في قلب كل حر وشريف.

10. التصدي لمحاولات اختراق المجتمع المغربي: إن أخطر ما يسعى إليه الكيان الصهيوني عبر اتفاقيات التطبيع ليس فقط العلاقات الاقتصادية أو الدبلوماسية، بل هو اختراق المجتمع المغربي وهويته وثقافته. فقد بدأت محاولات خبيثة لاختراق المدارس والجامعات والمقررات الدراسية والجمعيات المدنية، من خلال محاولات تغييرات على المحتوى التعليمي تطبع مع الاحتلال وتنقص شيئا فشيئا من حضور القضية الفلسطينية في البرامج التعليمية، وإقامة شراكات أكاديمية مع مؤسسات صهيونية تهدف إلى التأثير على وعي الأجيال القادمة، واستغلال بعض الجمعيات المدنية في مشاريع “التعاون الثقافي” لتمرير الدعاية الصهيونية داخل المجتمع المغربي. إن هذه الأساليب تمثل خطرًا كبيرًا، وتستوجب منا جميعًا اليقظة والتصدي لها بكل حزم، عبر تعزيز التوعية، وفضح هذه المشاريع، والعمل على حماية النسيج المجتمعي المغربي من الاختراق الصهيوني.

ختامًا، نؤكد أن فلسطين ستبقى بوصلة كل الأحرار مقاومة وصامدة، وأن الشعب المغربي الحر سيظل سندًا وعونًا لها، حتى يتحقق النصر والتحرير التام، بإذن الله.

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأحد 23 فبراير 2025 بالرباط