يقول الله عز وجل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. التوبة من أصول التربية والسلوك إلى الله عز وجل، ومن الطاعات العظيمة والعبادات الجليلة جعلها سبحانه وتعالى بابا مفتوحا وحبلا ممدودا منه لعباده ، بها يجبر ضُعفهم ويطهِّر أدرانهم.
فالنفس البشرية يستحوذ عليها الهوى والشهوات فيضعف إيمانها، فتصبح إلى معصية ربها والبعد عنه أقرب، لذلك جعل الله سبحانه التوبة وظيفة العمر؛ عنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا” فلا يمل سبحانه وتعالى من قبول التوبة حتى يمل العبد منها عن أبى سعيد مرفوعاً “إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوى عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي. لا أزال أغفر لهم ما استغفروني”.
كان إمام المرسلين وخاتم النبيين وخير التائبين صلى الله عليه وسلم يقول: “والله إني لأستغفر وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة” وقال لأصحابه “كُلُّ بَنِي ءادَمَ خَطَّاءٌ وخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ” وفي حادثة الإفك قال عليه الصلاة والسلام لأمنا عائشة الطاهرة: “أما بعد، يا عائشة، إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب، تاب الله عليه”.
تحلى الصحابة بهدي رسول الله فصارت التوبة صفتهم، تابوا رضوان الله عليهم من الشرك إلى التوحيد، ومن الجاهلية إلى الإسلام، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الحمية إلى الولاء لله ورسوله، ومن الفرقة إلى التكتل والتحزب لله … تابوا توبة شاملة جامعة دعاهم الله عز وجل إليها “هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ” فاستجابوا بكل إرادة واختيار وقوة وعزم وثبات وإصرار لا يثنيهم الضعف إذا حل بساحتهم والمعصية إذا ابتلوا بها وإن عادوا وعادوا بل يرجعون على أنفسم باللوم والمحاسبة، وإلى ربهم بالاستغفار والتوبة فهو الذي يفرح بالعائد إذا تاب ويقابل الزلة بالمغفرة ويبدل السيئة بالحسنة ويعفو عن كثير قال عز وجل قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
طالع تتمة المقال على موقع مومنات نت.