خرجت الدار البيضاء صباح اليوم الأحد 3 غشت 2014 في مسيرة حاشدة، ضمت عشرات الآلاف من ساكنتها وبعض المدن المجاورة لها، استجابة لنداء العديد من الهيئات الدعوية والمدنية والسياسية المغربية، دعما لغزة الإباء، وتضامنا مع شهدائها وجرحاها ومشرديها، وانتصارا للقضية التي تقاوم من أجلها وحشية الكيان الصهيوني الغاصب.
وقد انطلقت هذه المسيرة الضخمة من ملتقى شارعي أبي شعيب الدكالي والفداء بإزاء قنطرة الشهداء، متجهة نحو مجمع مارجان قرب القريعة، بدعوة وبمشاركة واسعة لشرائح دعوية وسياسية ومجتمعية متنوعة، نيابة عن الشعب المغربي الذي ما فتئ يعبر عن روح عالية من التضامن مع قضية الأمة الأولى.
وقد تقدم هذه المسيرة الشعبية علم ضخم لفلسطين تعبيرا عن حجم قضيتها في قلوب المتضامنين، ومقدمتها الرسمية التي ضمت العديد من الوجوه الوطنية البارزة من بينها: محمد سعودي عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، ومحمد منار وعمر احرشان وأبو الشتاء مساعيف وأمان جرعود أعضاء الأمانة العامة للدائرة السياسية، وعبد الصمد فتحي مسؤول الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وعز الدين توفيق عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، وعبد الوهاب رفيقي الداعية الشاب، وعمر ويدرا نقيب هيئة المحامين بالبيضاء، وعبد الصمد حيكر برلماني العدالة والتنمية، والمناضلة السعدية الولوس…
وتنوعت المشاركات الإبداعية فيها فضمت مشاهد متتالية ومعبرة لأطفال ارتدوا ألبسة بيضاء ملطخة باللون الأحمر تمثيلا لمشاهد الأطفال الأبرياء الذين يسقطون في غزة ضحية الإجرام الإسرائيلي المتوحش، وحمل بعض الشباب مجسمات لصواريخ المقاومة التي تلقي في قلوب العدو الصهيوني الرعب وتزلزل الأرض تحت أقدامهم، بينما حمل البعض نعوشا رمزية لضحايا العدوان الذي لا يفرق بين بشر وشجر وحجر.
وإلى جانب الحضور اللافت للأعلام وللشالات الفلسطينية، اختار بعض المتضامنين وضع لوحة كبيرة تحت عنوان “شهداء غزة”، جعلوها جدارية يكتب عليها المتضامنون في المسيرة أسماء مئات الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض غزة الأبية. كما أنه لم يفت المتضامنين رفع الشعارات التي تترجم تضامنهم مع غزة، واستنكارهم لتواطؤ ولصمت الغرب والأنظمة العربية المتخاذلة، واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس فداء الأرض التي بارك الله حولها.
وكانت مشاركة المرأة المغربية كعادتها متميزة بحجم حضورها، وبحدة نبرات أصواتها التي رفعت بها شعارات التضامن والدعم لأهل غزة الصامدة، وبنفسها الطويل في مواصلة المسير في هذا اليوم الصيفي المشمس، وبالتدفق المنتظم لموجات المشاركات في هذه المسيرة الشعبية، وبالدقة في تنظيمها لفعالياتها من نقطة البداية إلى نقطة النهاية. كما اصطف ثلة من المحامين ببدلهم وسط المسيرة يعلنون التضامن مع غزة وشعبها الذي يتعرض لأبشع صور الاعتداء على حقوق الإنسان، معلنين دعمهم التام لأبناء القطاع واستعدادهم لتحريك مساطر المتابعة القانونية لـ”إسرائيل” التي ترتكب جرائم حرب بالجملة.
وبعد المسار الطويل الذي سلكته على مدى ثلاث ساعات في شارع أبي شعيب الدكالي، توقفت فعاليات هذه المسيرة الشعبية التضامنية الكبيرة عند المجمع التجاري “مرجان”، حيث اختتمت بقراءة الفاتحة ترحما على الشهداء الذين سقطوا في أرض الأقصى بنيران العدو الصهيوني المجرم، وتم توزيع البيان الختامي للمسيرة والذي وقعت عليه الهيئات الأربع والعشرون المشاركة فيها.