اعتبر الشيخ مختار كيبي، رئيس التجمع الإسلامي السنغالي، أن جماعة العدل والإحسان هي “ثمرة اجتهاد متميز” للإمام عبد السلام ياسين، اهتدى فيه إلى “صياغة الفرد المسلم بالبعد الإيماني والإطار التزكوي والفاعلية الاجتماعية غير المنقطعة”.
الشيخ السنغالي في شهادة له في حق الجماعة ضمن سلسلة “قالوا عن الجماعة في ذكراها الأربعين” التي تبثها قناة الشاهد الإلكترونية، وصف الجماعة بأنها “شجرة مباركة لا تزال ثمارها يانعة وأكلها طيبا منذ أن تأسست على يد المربي المرشد الشيخ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى”.
وقد استرعى هذا “المزج الفريد في شمولية التربية ووضوح المعالم والثبات على المواقف”، انتباه الشيخ كيبيث الذي شدّد على أن هذا النهج “قل من وفق فيه من الفاعلين في الحقل الإسلامي”.
وتابع: “هذا التوفيق المبارك ظهر جليا في اختيار الاسم الذي ينطبق على المسمى، ففي العدل إشارة إلى الحراك الاجتماعي المستمر لمواجهة شتى أنواع المظالم السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية، أما الإحسان فيشير إلى منازل التزكية المختلفة ومقاماتها”.
ويرى المتحدث ميزة أخرى للجماعة، هي أن كثيرا من الجماعات يمكن أن تتحدث عن مزايا التربية وأهميتها دون تحديد الوسائل التربوية والآليات المناسبة، “لكن الجماعة تمكنت من تحديد هذه الوسائل بصورة فاعلة في ثنايا الحراك الاجتماعي الأمر الذي أنتج هذا الجيل من الفاعلين المتميزين بيقين الإيمان وحرارة الأخوة وثبات الموقف”.
وبذلك يبدو المنتمي إلى الجماعة -وقف المتحدث- في ترق مستمر لسلم التزكية دون الانزواء أو التهميش أو العزلة أو الغرق في الحركة الاجتماعية.
وذهب المختار كيبيث، رغم ما تتمتع به الجماعة من مزايا، إلى أن هنالك تحديات أمامها، معتبرا أن سرعة وتيرة التغيير في العالم الذي نعيش فيه لازمه الفراغ الروحي والنزعة الشهوانية والموجة الإلحادية الحادة، فتساءل “كيف بجماعة بهذا البعد التربوي أن تلائم وسائل وآليات تربوية يمكن أن تتناسب مع هذا العالم المتغير ومع هذه المجتمعات المتغيرة”.
ومن التحديات التي يراها المتحدث في وجع الجماعة “كيف لمنهج يعتمد على الصحبة باعتبارها أساسا ووسيلة تربوية أن ينسجم مع العوالم الافتراضية التي تتسم بالفواصل الاجتماعية الحادة بين مكونات المجتمع؟”، وأضاف متسائلا: “ما مدى قدرة الجماعة، إلى جانب الحفاظ على ثوابتها واستمرار مسيرة المرشد وتطلعاته، أن تجد منفذا للتعامل مع الواقع بعد كل هذه المحن والمضايقات، لتبني عليها أرضية فيها كثير من الحوار مع الآخر وفيها كثير من التفاعل والتعاون كي تتجاوز هذه المرحلة التي يمكن أن تكون مرحلة ابتلاء كبير لهذه الجماعة؟”.
وفي ختام كلمته بهذه المناسبة، قال: “نحيي فيكم الثبات ونحيي فيكم الاستمرارية وروح التفاؤل واليقين والثقة بالله”، موضحا أن هذه الأمور مجتمعة يمكن أن يأتينا منها النصر المنشود، وما النصر إلا من عند الله.