سبب للبركة والأمان من سخطه سبحانه وتعالى
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال جبريل: يا محمد إن الله تعالى يقول: من صلى عليك عشر مرات استوجب الأمان من سخطه). أخرجه ابن بشكوال.[الصلات والبشر: 49]. [القول البديع: 122].
وهي سبب للبركة في ذات المصلي وولده وعمله وعمره وأسباب مصالحه، لأن المصلي يدعو ربه أن يبارك عليه وعلى آله، وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بذكر الله تعالى ثم بالصلاة علي فهو أقطع ممحوق من كل بركة). [الصلات والبشر: 81].
وصلاة الله وملائكته على العبد المصلي، ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له حينما تبلغه صلاته وسلامه عليه، سبب في أن تسري بركة الصلاة والدعاء إلى ذات العبد وولده وولد أولاده وعمله وعمره وكل أموره. ففي كتاب الصلات ص: 125: روي أن سيدنا حذيفة رضي الله عنه قال: [الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تدرك الرجل وولده وولد ولده] يعني بركتها تسري في ذات الرجل وكل مصالحه وإلى أحفاده من بعده.
“البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي”
قال ابن القيم: ولهذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بتسمية من لم يصل عليه عند ذكره بخيلا، لأن من أحسن إلى العبد الإحسان العظيم، وحصل له به الخير الجسيم ثم يذكر عنده ولا يثني عليه، ولا يبالغ في حمده ومدحه وتمجيده، ويبدأ ذلك ويعيده ويعتذر من التقصير في القيام بشكره وحقه، عدّه الناس بخيلا لئيما كفورا، وقد روى النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي، فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا) صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد صحيح والأمر ظاهر في الوجوب..
وعن جرير بن حازم قال سمعت الحسن رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بحسب المؤمن من البخل أن أذكر عنده فلا يصلي علي) وعن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كفى به شحا أن أذكر عنده فلا يصلي علي) صلى الله عليه وسلم.
وفي شرف المصطفى لأبي سعيد الواعظ أن عائشة رضي الله عنها كانت تخيط شيئا في وقت السحر، فضلت الإبرة وانطفأ السراج، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فأضاء البيت بضوئه صلى الله عليه وسلم ووجدت الإبرة، فقالت: ما أضوء وجهك يا رسول الله! قال: (ويل لمن لا يراني يوم القيامة، قالت: ومن لا يراك؟ قال: البخيل، قالت: ومن البخيل؟ قال: الذي لا يصلي علي إذا سمع باسمي).
وفي حلية الأولياء لأبي نعيم أن رجلا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه ظبي قد اصطاده، فأنطق الله سبحانه، الذي أنطق كل شيء، الظبي: فقالت يا رسول الله: إن لي أولاداً وأنا أرضعهم وإنهم الآن جياع، فأمر هذا أن يخليني حتى أذهب فأرضع أولادي وأعود، قال: (فإن لم تعودي، قالت: إن لم أعد فلعنني الله كمن تذكر بين يديه فلا يصلي عليك، أو كنت كمن صلى ولم يدع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أطلقها وأنا ضامنها فذهبت الظبية ثم عادت، فنزل جبريل عليه السلام وقال: يا محمد، الله يقرئك السلام ويقول لك: وعزتي وجلالي أنا أرحم بأمتك من هذه الظبية بأولادها، وأنا أردهم إليك كما رجعت الظبية إليك) صلى الله عليه وسلم 1.
وفي شرف المصطفى أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا أدلكم على خير الناس وشر الناس وأبخل الناس وأكسل الناس وألأم وأسرق الناس، قيل يا رسول الله بلى: قال: خير الناس من انتفع به الناس، وشر الناس من يسعى بأخيه المسلم، وأكسل الناس من أرق في ليلة فلم يذكر الله بلسانه وجوارحه، وألأم الناس من إذا ذكرت عنده فلم يصل علي، وأبخل الناس من بخل بالتسليم على الناس، وأسرق الناس من سرق صلاته، قيل: يا رسول الله كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها).
“رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة) أخرجه الإمام أحمد، والترمذي، ورواه ابن عباس قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر إذ قال: آمين ثلاث مرات، فذكره. {و} رواه مالك بن الحويرث ولفظه: من ذكرتَ عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل: آمين فقلت آمين، وكذلك في الجميع. [الصلاة والبشر: 70].
قال ابن القيم: دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم برغم أنفه وهو أن يلصق أنف بالرغام وهو التراب لأنه لما ذكر عنده فلم يصل عليه استحق أن يذله الله ويلصق أنفه بالتراب.