سبب لورود الحوض والأمان من العطش
قال صاحب القول البديع ص 123-124: وفي بعض الآثار مما لم أقف على سنده: (ليردن الحوض علي أقوام ما أعرفهم إلا بكثرة الصلاة علي) صلى الله عليه وسلم.
وعن كعب الأحبار قال: أوصى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام في بعض ما أوصى إليه: {يا موسى لولا من يحمدني ما أنزلت من السماء قطرة ولا أنبت من الأرض ورقة، يا موسى لولا من يعبدني ما أمهلت من يعصيني طرفة عين، يا موسى لولا من يشهد أن لا إله إلا الله لسيلت جهنم على الدنيا، يا موسى إذا لقيت المساكين فسائلهم كما تسائل الأغنياء فإن لم تفعل ذلك فاجعل كل شيء علمت أو قال عملت تحت التراب، يا موسى أتحب أن لا ينالك من عطش يوم القيامة؟ قال: إلهي نعم، قال: فأكثر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم} رواه أبو القاسم التيمي في ترغيبه.
سبب لرجحان الميزان وحديث البطاقة
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (إن لآدم من الله موقفا في فسيح العرش عليه ثوبان أخضران كأنه نخلة سحوق [أي طويلة بعد ثمرها عن المجتنى] ينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى الجنة وينظر إلى من لم ينطلق به من ولده إلى النار، قال: فبينما آدم على ذلك إذ نظر إلى رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم منطلق به إلى النار، فينادي آدم يا أحمد، يا أحمد، فيقول: لبيك يا أبا البشر، فيقول: هذا رجل من أمتك منطلق به إلى النار، فأشد الميزر وأسرع في أثر الملائكة وأقول: يا رسل ربي قفوا، فيقولون: نحن الغلاظ الشداد الذين لا نعصي الله ما أمرنا ونفعل ما نؤمر، فإذا آيس النبي صلى الله عليه وسلم قبض على لحيته بيده اليسرى واستقبل العرش بيده فيقول: يا رب أليس قد وعدتني أن لا تخزيني في أمتي فيأتي النداء من عند العرش: أطيعوا محمدا وردوا هذا العبد إلى المقام، فأخرج من حجري بطاقة بيضاء كالأنملة فألقيها في كفة الميزان اليمنى وأنا أقول بسم الله فترجح الحسنات على السيئات فينادي سعد وسعد جده وثقلت موازينه انطلقوا به إلى الجنة فيقول العبد: يا رسل ربي قفوا حتى أكلم هذا العبد الكريم على ربه، فيقول: بأبي وأمي ما أحسن وجهك وأحسن خلقك فقد أقلتني عثرتي ورحمت عبرتي، فيقول: أنا نبيك محمد وهذه صلاتك التي كنت تصليها علي وقد وفتك أحوج ما كنت إليها) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب من طريق كثير بن مرة الحضرمي عن عبد الله ومن طريق النميري وذكره ابن البنا وسنده هالك. [القول البديع: 123].
وعند القرطبي في التذكرة، وفي الخبر: (إذا خفت حسنات المؤمن أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاقة كالأنملة فيلقيها في كفة الميزان اليمنى التي فيها حسناته فترجح الحسنات فيقول ذلك العبد المؤمن للنبي صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت وأمي ما أحسن وجهك وما أحسن خلقك فمن أنت؟ فيقول: (أنا نبيك محمد وهذه صلاتك علي التي كنت تصلي علي قد وفيتك إياها أحوج ما تكون إليها) ذكره القشيري في تفسيره.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (… ونصبت الموازين ودعي العباد إلى الحساب، فإذا دعي العبد أكثر الصلاة علي في دار الدنيا ووضع في كفة الميزان فيخف الميزان، وأقول للوزان: أرفق يرحمك الله فإن له عندي وديعة وصنيعة والكتب معي فيقول الوزان: يا حبيب الله أنت اليوم مطاع، ثم أجد فيك كتاب من الله براءة باسمه واسم أبيه وجده فأضعه في كفة الميزان فأدعو الله أن يرجح ميزانه) رواه أبو سعد في الوفا بشرف المصطفى.
سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه
لحديث عبد الرحمان بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم: (… ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحيانا ويتعلق أحيانا، فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته) رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في الترغيب والترهيب وقال: هذا حديث حسن جدا.
وفي تمام هذا الحديث من كتاب القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع 125: يقول صلى الله عليه وسلم: (… ورأيت رجلا من أمتي يرعد على الصراط كما ترعد السعفة فجاءته صلاته علي فسكنت من رعدته …).
وأنشد أعرابي يقول:
أنت النبي الذي ترجى شفاعته
عند الصراط إذا ما زلت القدم
سبب لوفور نور العبد على الصراط
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (للمصلي علي نور على الصراط، ومن كان من أهل النور لم يكن من أهل النار).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة علي نور على الصراط، فمن صلى علي يوم الجمعة ثمانين مرة غفرت له ذنوب ثمانين عاما) أخرجه ابن شاهين، والحافظ ضياء الدين بسنده عن الدارقطني، وأورده السيوطي في الجامع الصغير 5191 وعزاه للأزدي في الضعفاء والدارقطني في الأفراد عن أبي هريرة ورمز له بالحسن.
قال صاحب القول البديع ص 44: ويروى عنه صلى الله عليه وسلم مما لم أقف عليه أنه قال: (الصلاة علي نور يوم القيامة عند ظلمة الصراط ومن أراد أن يكتال له بالمكيال الأوفى يوم القيامة فليكثر من الصلاة علي) ذكره صاحب الدر المنظم وعن يزيد بن عبد الله أنهم كانوا يستحبون أن يقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي عليه السلام. أخرجه إسماعيل القاضي. قلت: ولا نغفل عن صلاة المكيال الأوفى [يعني من الصلاة والأجر والثواب والرحمة والمغفرة…] التي أوصى بها صلى الله عليه وآله وسلم لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
أنها نور لقائلها يوم القيامة ونور لوجه قائلها على الصراط
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (زينوا مجالسكم بالصلاة علي فإن صلاتكم علي نور لكم يوم القيامة) أخرجه الديلمي بسند ضعيف.
وقال الديلمي [445-509] في مسند الفردوس يرفعه: عن ابن عمر {رضي الله عنهما} قال: (جاؤواْ برجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشهدواْ عليه أنه سرق ناقة لهم، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فولى الرجل وهو يقول: اللهم صل على محمد حتى لا يبقى من صلاتك شيء، وبارك على محمد حتى لا يبقى من بركاتك شيء، وسلم على محمد حتى لا يبقى من سلامك شيء. فتكلم الجمل فقال: يا محمد، بريء من سرقتي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بالرجل؟ فابتدره سبعون من أهل المسجد، فجاؤواْ به إلى النبي، فقال [رسول الله صلى الله عليه وسلم]: ما هذا ما قلت آنفاً وأنت مدبر؟ فأخبره بما قال، فقال النبي: لذلك نظرت إلى الملائكة يخترقون سِكك المدينة كادواْ يحولون بيني وبينك، ثم قال له: لتردن علي الصراط ووجهك أضوأ من القمر ليلة البدر) ذكره الإمام السيوطي.