يجب أن يعلم المهرولون وراء سراب الوعود الوهمية لاتفاقيات وإعلانات التطبيع، أن بلادنا المغرب أصبحت اليوم محفوفة بمجموعة من المخاطر الاستراتيجية، التي تهدد نسيجنا المجتمعي واستقرارنا الأمني، وبنياننا الأخلاقي ومن هذه المخاطر نذكر ما يلي:
• التطبيع تهديد استراتيجي للأمن الداخلي بالمغرب، فمتى كان الكيان الصهيوني تاريخيا دولة سلام ومتى التزم باتفاقية أو معاهدة أو قرار من قرارات الأمم المتحدة، بل ظل مصدر الحروب والنزاعات والجرائم؟
• التطبيع اختراق فظيع للنسيج المجتمعي، يفجره من الداخل ويثير النزعات العرقية والجغرافية والقبلية، وقد بدأت منصات القصف تستهدف ثوابت الوجدان المغربي وثقافته الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث نسجل هذه الأيام تكاثف المواد المتداولة إعلاميا التي تفوح منها رائحة النعرة الانقسامية.
• التطبيع مسخ للهوية وإفساد للأخلاق والقيم، وفسح المجال لرذيلة الصهاينة وإفسادهم في الأرض المغربية وعتوّهم فيها باسم السياحة والتعايش المكذوب.
• التطبيع صناعة لجيل جديد من النخب المغربية السياسية والاقتصادية المتنكرة لوفاء المغاربة للقضية الفلسطينية وثوابتها، والتي بدأت خطابات بعضها باسم المصلحة الوطنية تتجاوز حدود المتعارف عليه أخلاقيا وسياسيا.
• التطبيع خنق جديد للحقوق والحريات الأساسية للمغاربة، وها نحن نتابع كيف أصبح النظام يضيق ذرعا بتنظيم وقفة مناهضة للتطبيع أمام البرلمان أو في أي مكان، وكيف يجيّش فيالقه وأجهزته لذلك.
• التطبيع خطر على الدين والعقيدة، وتزييف للتاريخ وحقائقه، فباسم نشر قيم التسامح والتعايش سيدرس للأجيال وفلذات الأكباد ما يزيف وعيهم، ويخلط عليهم المفاهيم، ويغشي عليهم حقيقة الصهاينة وجرائمهم في فلسطين، وقتلهم للأطفال والنساء وارتكابهم لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
• التطبيع خراب وتخريب وهدم للاقتصاد الوطني، وفي تجربة 40 عاما من سراب التطبيع مع مصر الشقيقة ما يكفي من الدلالات والخلاصات.
• التطبيع تهديد حقيقي للدولة واستمراريتها واستقرارها وقوتها، وتهاوٍ خطيرٌ في قاع التشتت والقلاقل والاضطرابات.
• التطبيع شراكة في جرائم الحرب وتغطية عن الإجرام، لا يعفي من الاشتراك في ترتيب المسؤولية التاريخية والقانونية.