بقلم: زهراء بكاملة
وسط هذا العالم الموار المليء بالمتناقضات، يتوهج نور نساء يكسرن أختام الحصار ليصنعن النصر ويقتحمن العقبات، فيحرجن الأنظمة المتواطئة؛ أنظمة التطبيع، ويقمن عليها حجة الخذلان والتقاعس عن نصرة المستضعفين من شعوب الأمة العربية والإسلامية. لله در المرأة الفلسطينية! لله درك يا باعثة الأمل في الشعوب المستضعفة المغلوبة على أمرها! في كل يوم تبدعين فتتمثل لنا نماذج الصحابيات المجاهدات من سلف الأمة، فأنت الزوج الصالحة، وأنت الأم المثالية، وأنت الأديبة والشاعرة والناقدة، والطالبة الحريصة على التفوق العلمي.. وإلى جانب هذا وذاك فأنت المؤمنة المجاهدة إلى جنب الرجل، الصابرة على البلاء المحتسبة لربها. ألم يأن لملحمة نساء فلسطين أن توقظ الوسنان، وتنبه الغافل وتجمع شتات الأمة وتوحد كلمتها؟
خنساوات زماننا
نساء من خيرة النساء اللواتي طلعت عليهن الشمس في زماننا، ربتهن الشدائد واحتكاكهن مع العدو الصهيوني، فسقوط الشهداء والشهيدات أمام أعينهن: سقوط الزوج والابن والأخ والأخت.. نزع الوهن من قلوبهن، فآثرن الآخرة الآجلة على الفانية العاجلة، فماذا يعني أن تختار النساء في فلسطين الآخرة على الدنيا؟ تبعث بفلذة كبدها إلى ساحة الشهداء ولسان حالها يقول: موعدنا الجنة، خنساوات جديدات والله!
كيف نبقي على هذا الوهج وعلى هذا التألق؟ أي زيت نبعث به إلى قناديل بيت المقدس؟ كما جاء في الحديث الشريف حين سألت السيدة ميمونة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة: “يا رسول الله افتنا في بيت المقدس، قال: ائتوه فصلوا فيه… فإن لم تأتوه وتصلوا فيه، فابعثوا بزيت يسرج في قناديله” (سنن أبي داود)، إن أيسر وأضعف ما ندعم به إخواننا في فلسطين هو الدعاء، عسى أن نبقي هذه القلوب حية مشتعلة متألقة؛ يقينها في الله وفي نصر الله ووعد الله كبير. ولعل أسمى ما نقدمه أن نعمم هذا النموذج النبوي في تربية المرأة، فتهب الأمة من رقدتها وتطلب الريادة بين الأمم والفلاح في الآخرة. إلى جانب ما يمليه واجب كل وقت من مساندة وتضامن بما يتاح من الوسائل المشروعة.
نور يتوهج وسط الدياجير
لله دركم أهلنا في فلسطين… تتمة المقال على موقع مومنات نت.