بقلم: خديجة الرافعي
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نقف وقفة تأمل أمام الدور العظيم الذي جعله الله للمرأة، دور لا يقتصر على أدوار اجتماعية نمطية، بل يمتد إلى صلب المشروع التغييري للأمة.
سيدتي، أنت ليست مجرد فرد في المجتمع، بل صانعة الرجال، وراعية القيم، والمربية التي تشرف على إعداد جيل مؤمن واعٍ، يحمل رسالة الإسلام بروح متزنة وعقل مستنير. إن بناء الأمة لا يكون إلا ببناء الفرد، وأول لبنة في هذا البناء هي أنت، لأنك أنت من يزرع في الأجيال معاني الإيمان، ويغرس القيم، ويشرف على تربية النفوس على الاستقامة والوعي.
دوركِ لا يعوض!
كم من امرأة رفعت أمة، وكم من امرأة قادت نهضة! لكن السؤال الحقيقي: بأي وعي نقود، وبأي قيم نبني؟
إن التغيير الحقيقي يبدأ من الأسرة، حيث تكون المرأة المؤمنة القوية الواعية منارةً لأولادها، تزرع فيهم حب الله ورسوله، وحب الخير، وحب العدل، وحب طلب العلم والعمل.
– التربية الإيمانية: أول أساس لصلاح الأبناء هو أن يجدوا فيك نموذجًا حيًّا للخشوع، للصدق، للعفاف، وللإرادة القوية.
– التربية النفسية السليمة: الجيل القادم يحتاج إلى أمهات قادرات على بث الطمأنينة، وتحفيز الطاقات، والتعامل مع التحديات بوعي وحكمة.
– الوعي بدورك في المجتمع: لا تكوني منعزلة، بل كوني فاعلة! في أسرتك، في مدرستك، في مجتمعك… أينما كنت، كوني صوتًا للخير والتغيير.
فإن أنتِ أدركت بأنك مدرسة، وقائدة، وأنك بانية أجيال المستقبل، فلا تسمحي لأحد أن يقلل من شأنك!
– الإعلام يروج لصورة مشوهة عن المرأة: إما سلعة، وإما كائن تابع، وإما مجرد رقم في دوامة الحياة. لكن الحقيقة أنك أعمق وأعظم من كل هذا، أنت المستقبل، والمستقبل صنيعة يديك ويبدأ منكِ.
أيتها الكريمة العظيمة، في هذا الزمن الموار ، لا تسمحي للضغوط الاجتماعية أو الخطابات المادية أن تفقدكِ بوصلة رسالتكِ. أنتِ أمل الأمة، وصلاحكِ هو صلاح الأجيال القادمة. اسعي لطلب العلم، واستعيني بالإيمان، على تربية جيلكِ بالحب والرحمة، على أن تكوني من صناع التغيير المنشود.
“أنت مدرسة تخرج أجيال النصر، فلا تهوني من شأنك، والزمي ثغرك، فأنتِ البذرة التي تثمر بها الأمة، والله يرعاك ويرعى خطواتك.
المرأة قلب الأمة ونبراس المستقبل
نشر بتاريخ
نشر بتاريخ