توالت في الآونة الأخيرة أحداث عنف ضحاياها رجال ونساء التعليم، آخرها الاعتداء على أستاذة بالبيضاء يوم أمس,
كل التضامن مع الأستاذة الفاضلة ومع باقي الأساتذة..
وأنا أتتبع ردود الفعل المتباينة لرواد العالم الأزرق، حز في نفسي ما آل إليه واقع المدرسة المغربية التي فقدت مهمتها الجوهرية في تقدم الأمة وصناعة مستقبلها . ومن جهة أخرى نظرة الناس لرجل التعليم ولدوره الأساسي في تربية الأجيال وتعليمهم ابتداء من النكت التي تحط من قيمته الى السب والشتم وانتهاء بالاعتداء الجسدي.
نظرنا لهذه الاحداث يجعلنا نتساءل من الظالم ومن المظلوم ومن المجرم ومن الضحية ؟
أعتقد أن هذا الأمر لا يمكن معالجته دون وضعه في سياقه التربوي والنفسي والاجتماعي والسياسي…لأن هذا التلميذ او غيره هو نتاج سياسة تعليمية فاشلة افرغت المدرسة من دورها التربوي الريادي وخرجت جيلا حائرا بلا هوية ولا طموح إلا من رحم ربك، هو نتاج أسرة همها الأساس هو توفير لقمة العيش غير آبهة لسرعة الزمن ونمو الأطفال دون تربية واقية وأخلاق بانية، هو نتاج إعلام هادم مائع، ومجتمع تفشى فيه الفساد والاستبداد وتفننت أنظمته وحكوماته في إذلال الشعب والحط من كرامته وتهشيم رؤوس أساتذته وأطباءه وأطره عموما. منظر اعتاد عليه شبابنا وأصبح مألوفا عندهم وقابلا للتقليد.
أنا لا ألتمس العذر لأبنائنا المتمردين ولكن أضع الظاهرة في اطارها العام حتى نعالجها بشمولية وننظر للأزمة من جذورها لا قشورها. وما لم تتوفر إرادة حقيقية للتغيير فلا ندري ما الذي سينتجه الفساد من ظواهر لا تحمد عقباها. حفظنا الله وإياكم وأبناء هذه الأمة من كل سوء. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
المطلوب…إرادة حقيقية للتغيير
نشر بتاريخ
نشر بتاريخ