بإعلان جماعة العدل والإحسان عن الوثيقة السياسية التي صادقت عليها مؤسساتها الشورية، تكون الجماعة قد وضعت مرجعا سياسيا تفصيليا يجيب عن الإشكالات الآنية وينطلق من الإطار النظري للجماعة الذي أسسه الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى، لتؤكد الجماعة بذلك على عدة ثوابت:
1- سيرها على خطى العدل والإحسان تنظيرا وسلوكا. انسجاما مع الشعار الذي يؤطر مسيرة الجماعة وبرنامجها منذ رفعته في 1987. فالوثيقة السياسية للجماعة تنضاف إلا الوثيقة التربوية التي أصدرتها الجماعة بعد مصادقة مؤسساتها الشورية وهي كتاب: “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين” رحمه الله تعالى، الصادر باسم الأستاذ عبد الكريم العلمي رئيس مجلس شورى الجماعة. فتكون الجماعة بذلك قد أجابت عن أسئلة المرحلة وعن خياراتها السياسية والتربوية انطلاقا من نفس المنهاج.
2- انطلاق اجتهاداتها من الإطار النظري الذي يجسده المنهاج النبوي للجماعة وتؤطره كتابات الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وقوفا عند الثوابت واجتهادا في المتغيرات، بما يمنحه المنهاج من تدرج ومرونة.
3- استمرار الجماعة في خدمة المشروع النظري للإمام رحمه الله من خلال تنزيله وشرحه وتفصيله وتطويره، والتفاعل مع المستجدات والحاجيات والتحديات الداخلية والخارجية.
4- اعتماد الجماعة في اجتهاداتها على آليات الشورى وعمل المؤسسات والتخصص والتكامل، من خلال الحرص على التداول الداخلي المسؤول والواضح والمتأني والشامل والمستمر، بغية الإتقان ووحدة التصور من أجل وحدة السلوك.
5- حرصها على الوضوح مع الذات ومع الآخر ومع الشعب وذلك بالإعلان العمومي عن اجتهاداتها، والإجابة عن الأسئلة المطروحة والملحة والعالقة، بهدف تبديد الغموض وبناء الثقة وإيجاد القاسم المشترك.
6- انتقال الجماعة إلى الطرح العلني لاقتراحات تفصيلية وإجراءات عملية ميدانية، تفاعلا مع حاجيات المجتمع ومساهمة في النقاش العمومي، من أجل إغنائه وتفعيله. وهذا ما عكسته الوثيقة السياسية ووثيقة إصلاح مدونة الأسرة.
7- التمسك بالحوار والانفتاح على جميع مكونات المجتمع لتأسيس جبهة مجتمعية ضد الفساد والاستبداد وميثاق توافقي جامع من أجل مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
8- التعبير عن روح المسؤولية من خلال المبادرة والاقتراح، باعتبار الجماعة يعدّها المتابعون أكبر تنظيم معارض بالمغرب يتحمل المسؤولية في المساهمة في إنقاذ البلد.
9- حفاظها على مواقفها المبدئية ووفاؤها لخطها السياسي الواضح، رغم دخولها في التفاصيل التي قد توحي لغير المنصف بعكس ذلك.
10- الوثيقة السياسية تهدف لتحرير الإنسان، حجر الزاوية في كل عملية تغيير وتحرير الوطن من الاستبداد والفساد. وكلا التحريرين مساهمة في تحرير فلسطين ومناهضة التطبيع ومواجهة الصهيونية، وما خُذل طوفان الأقصى اليوم في غزة وفلسطين إلا بخذلان الأنظمة العربية والإسلامية لها بسبب ارتهانها للتطبيع وولائها للصهاينة المجرمين.
11- وحدة التصور والسلوك لا تعكس النمطية، فرغم تعدد الآراء وتباين وجهات النظر وحدة النقاش والتفكير أحيانا من خارج الصندوق كما يقال، تبقى الكلمة الفصل لما أجمعت عليه شورى الجماعة، في أجواء أخوية وبقلوب منجمعة على الله وعقول منفتحة على عطاء الله. قال تعالى: وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا.