بمناسبة المجازر في غزة وبيت حانون: رسالة إلى الحكام العرب

Cover Image for بمناسبة المجازر في غزة وبيت حانون: رسالة إلى الحكام العرب
نشر بتاريخ

تَـفَرَّجُوا وانْعَمُوا بالأمنِ أَيَّــامَا

حتى يَسُومَكُـمُ بالخَسْفِ مَنْ سَامَا

وَيُوقِـدَ النَّارَ في الدُّنْيَا ليُرْهِـبَهَا

ويَرْمِيَ الصـدقَ بالإرهابِ إِيهَامَا

حتى يُنَادِيَكُـمْ والْأُمَّةُ ارْتَعَـدَتْ

خَوْفًـا فَرَائِصـُهَا وَالعِزُّ قَدْ نَـامَا

فلا يـرى مِنْكُـمُ إِلَّا مُنَـادمَـةً

لكُـلِّ خَصْـمٍ و إصرارًا وإِحْجَامَا

مُـذْ رَامَ قَاهِرُكُمْ أن يَسْتَـذِلَّ بِكُمْ

قُـدْسًا تَرَصَّـدَهُ للغَصْبِ أَعْـوَامَا

آهٍ على أُمَّةٍ حَسْرَى يُعَذِّبُــــهَا

ليلُ الطُّغَـاةِ ويُضْنِـيهَا بما رَامَا

أَرْخَى عليها ذُيُولَ الوَهْنِ فانْتَبَذَتْ

في العَالَمِيـنَ مكَـانًا فَاضَ آلاَمَا

فوَا أَسَى القلبِ هل فيكم ذَوُو رَشَدٍ

أَمْ هَــامَ كُـلُّ فُؤادٍ رَاحَ مُذْ هَامَا

وَهَلْ بَـقِـيَّةُ رُشْدٍ بعدما انْدَرَسَتْ

آمَـالُ شعبٍ يرى الآمالَ أوهَامَـا

مِنْ بَعْـد مَا غَدَرَ الحُكَّامُ فانْتَكَسَتْ

لَهُمْ رُؤُوسٌ هَـوَتْ ذُلًّا وإِرْغَـامَا

آهٍ وآهٍ عَـلى قَوْمِي لَـقَدْ عَبَثَتْ

بِهِمْ يَـدُ الغَدْرِ، آهٍ عِفْتُ أَسْقَامَـا!

لَـمَّا رَأَيْـتُـهُـمُ أُشْرِبْتُ مِنْ أَلَمٍ

صَابًا ومِنْ غَضَبٍ أُتْرِعْـتُهُ جَامَا

فيَا خَسَارَةَ مَنْ ضاعت مـَآثِـرُهُ

آهٍ ومَنْ زادَ هَـذَا الأمرَ إِظْـلَامَا

وظَنَّ أنَّ له شَـأْوًا فأَوْرَثَـــهُ

وَهْـمًا فأَعْمَلَـهُ ظُـلْمًا وإِجْرَامَا

وَالْحَقُّ أن بيوتَ العنكبوتِ قَسَتْ

مِنْ بَعْـدِمَا رَفَعَتْ مِنْ كِبْرِهَا هَامَا

وقال فرعونُ: هذا المُلْكُ لي أَبَدًا

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنْ يَفـْنَى وَقَدْ قَامَا

أَنَّى يَبِـيدُ وقد شِيدَتْ دَعَائِمُـهُ

عَلَى عِـنَادٍ وَسَادَ الأَرْضَ أَيَّـامَا

وَالجَهْلُ يَحْرُسُهُ لَيْلا وفي وَضَحٍ

فَلَيْسَ يَذْهَـبُ هَذَا الأَمْرُ مَادَامَـا

آهٍ وبَعـدَ احْتِشَادِ البَغْيِ قَالَ لَـهُ

كُـلِّي لَكُمْ وبِكُمْ لا عاش مَنْ لاَمَا

آهٍ وَلَمََّا دَهَا إخوانَـنَـــا خَطَرٌ

لَمْ يَرْفَـعِ الواهِمونَ اليومَ أَعْلاَمَـا

فوَا أسى القلبِ ماذا بعد نَكْسَتِكُمْ

قَـدْ زِدْتُمُ القلبَ تَعْذِيبًا وإِيـلَامَا

سَلَوْتُـمُ الصدقَ آهٍ مُنْذُ فَرَّقَـكُمْ

داعي النفوسِ وكُـنَّا قَبْلُ أعـلاما

أَرَأيْـتُـمُ شهداءَ النورِ لَمْ يَهِنُوا

وزادَهُـمْ ربُّهُمْ بالفَوْزِ إِنْعَـامَــا

وَليس يَنْـفَعُكُمْ في الإنتفاضةِ أَنْ

بها أَشَدْتُـمْ, فما أَسْمَاهُ إِكْرَامَـا!

أو قِـمّـَةٌ سَفَلَتْ لا ترتجون بها

إِلاَّ هَوَانًـا وَ لِلْأَقْـوَالِ إِبْـرَامَـا

وبعدَ يـومٍ أتى بالرَّدِّ قَاهِرُكُـمْ

وَزَادَ فِي الشَّـرِّ إِشْعَالًا وَإِضْرَامَـا

بُشْرَى لَكُمْ وهنيئًا يا بَنِي وَطَنِي

مَلَأْتُـمُ جِسْمَ هذا الشَّعْـبِ أَوْرَامَا

نَكَّسْتُـمُ الرأسَ للجاني و أعجبَه

أَنْ قَـدْ وَقَـفْتُمْ لنا بالكِبْرِ أهراما

فكيف يَسْمَعُكُـمْ مِنْ بَعْدُ مُسْتَمِعٌ

فلْتَسْمَعُوهَـا وَإِنِّي لَسْتُ هَيَّـامَـا

تَفَرَّجُوا وَانْعَمُوا بِالأَمْـنِ أَيَّـامَا

حتى يَسُومَكُـمُ بالخَسْفِ مَنْ سَامَا!