الثانية صباحا:
بوركت الأقدام الشريفة في رحاب قدسية، راكعة ساجدة؛ تطلب رضا الله عز وجل، مستجيبة لنداء: “فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ”.
الثالثة صباحا:
بوركت الأقدام التي تلتمس طريقها في الظلام إلى المطبخ تسابق عقارب الساعة تعد سحورا يعينُ على صيام اليوم.
السابعة صباحا:
بوركت الأقدام التي تحمل جسما يطالب بمزيد من النوم، تعد فطورا وغذاء للأبناء الصغار، وترتب مطبخا شاهدا على سحور الليلة الماضية.
الثامنة صباحا:
بوركت الأقدام التي ترافق الأبناء إلى مدارسهم، تحمل الصغير المتثاقل، وتحفز الكبير المتكاسل.
الثامنة والنصف:
بوركت الأقدام الواقفة في محطات المواصلات؛ تنتظر حافلة أو سيارة أجرة تنقلها إلى حيث ستقف وقفة الكرامة ليوم طويل، طلبا لرزق شريف، وخدمة لدعوة ربانية، وقضاء لحوائج الخلق..
الرابعة بعد الزوال:
بوركت الأقدام التي تخوض غمار سوق يلفح بناره الجيوب والقلوب، استعصت على حل معادلاته عبقرية الأمهات المدبرات.
الثامنة مساء:
بوركت الأقدام المسرعة إلى بيوت الله فرحة بالوقوف بين يدي الله عز وجل في صلاة التراويح، متجاهلة الألم والتعب.
وبين وقفة ووقفة بوركت الأقدام التي تنتزع نفسها نزعا كي لا تحرم من أجر الصلاة في وقتها، تبدأ بنصيبها من الآخرة لينظم لها نصيبها من الدنيا.
لم أذكر إلا محطات قليلة من يومكن، فلكل واحدة منكن مواقف وأسرار مع الله عز وجل.
بوركت أقدامكن حيث كنتن.. أينما تضعنها تجدن الجنة تحتها.