أتبرك بأيام الصيام المعلومات هذه من قرب النصف من شعبان لأُهديكم سلسلة يومية من عشرة حلقات حول قِيم المؤمن التي هي بوصلته في سلوكه، مقتبسة من الشرعة/القرآن الكريم، ومرتبة على المنهاج/السنة النبوية.
قيمة المسلم المؤمن الأولى؛ الحب.
حب الله أولا.
فـ “اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب من ينفعنا حبه عندك”، ثم حب رسوله الحبيب وسائر رسل الله وأنبيائه وحب آل بيته الطاهرين والصحابة أجمعين؛ “قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ”.
ثم حب الوالدين ثم القربى، الزوج والأبناء أولا، وحب خاص بأولياء الله وخاصته، وخصوصا المجاهدين منهم،
وحب عام للمسلمين جميعًا وحب أعم للناس عيالِ الله أجمعين، خصوصا المساكين والمستضعفين.
ومن الحب الأول، حب الله، يُستسقى الحب الذي يليه ويتفرع عنه، وهكذا دواليك.
فحب آل بيت رسول الله وصحابته وأزواجه وإخوانه وحزبه من حبه صلى الله عليه وسلم. وبحب الله وحب حبيبه نحب من بقي.
وهذا ما نسميه الحب في الله أو الحب لله.
فلكي تحب بحب الله، لا بحب النفس والهوى، اجتهد واسأل الله أن يجعلك مُحبا له ولحبيبه.
وهذا الحب هو الرابطة الأولى، التي تربطك في علاقاتك مع كل من ذُكر، ولكي تتقوى هذه الرابطة اجتهد في الذكر والدعاء.
لكن الذي يشوش على هذه الرابطة عند المسلم هو حب نفْسه التي لم تتزكى بعدُ، لذلك تجد المؤمن “يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، على الأقل، إذ الأقوى إيمانا يؤثر أخاه على نفسه، أما المحسن فيفعل أكثر من ذلك ولا ينسبه لها.
الحب الصادق فعل، فالسلوك الذي يُصدِّق وجود هذا الحب، هو الصحبة بالسلام وبالزيارة والمجالسة والتواصل، والبذل والنصيحة والمساعدة، والهدية والصفاء والدعاء، وغيرها من حقوق الإنسان ومن حقوق المسلم ومن حقوق المؤمن.
صيام مبارك وإلى قيمة ثانية غدًا إن شاء الله.