يبارك القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان ثورة الشباب التي تطالب بإسقاط الاستبداد والقضاء على الفساد والمفسدين. ثورة أطلقت شراراتها الأولى يوم 20 فبراير في عدد من مدن المغرب، وقد كانت واسطة عقدها المسيرة المركزية التي جابت شوارع العاصمة الرباط، وعرفت مشاركة واسعة للشباب مع الحضور اللافت للنساء. شباب ونساء أتوا ليصنعوا لحظة تاريخية، لحظة مفصلية في تاريخ المغرب تؤسس لنهاية عهد الظلم والاستبداد والقمع وبداية عهد جديد بالمعنى الحقيقي للعبارة، عهد تكون الكلمة فيه للشعب وليس للمستبدين. وقد وافقت الشعارات المرفوعة سمو هذه اللحظة التاريخية، فكان من أهم الشعارات المرفوعة:
الشعب يريد إسقاط الاستبداد
يا مغربي يا مغربية الانتخابات عليك وعليا مسرحية
فلوس الشعب فين مشات؟ فموازين والحفلات
من الرباط للقاهرة الشعوب ثائرة
كل الوقفات والتظاهرات التي عرفها يوم 20 فبراير أدت رسالة واضحة مفادها كسر حاجز الخوف من المخزن ورص الصفوف وتجاوز كل الخلافات الاديولوجية. لقد عبر المتظاهرون عن وعي كبير تمثل بشكل أخص في إحباط محاولات اندساس بعض عناصر المخابرات وسط المتظاهرين لتحرض بعضهم على بعض، فكانت تخاطب البعض خطاب عدم التظاهر مع ” الملتحين والمحجبات” بينما تخاطب البعض الآخر بعدم التظاهر مع “الملاحدة و الزنادقة”، إلا أن هذه المحاولات لم تفلح بفضل رص الصفوف ورفع شعار: ” بالوحدة والتضامن اللي بغيناه يكون يكون”.
تظاهرات اليوم نعتبرها خطوة أولى يليها ما بعدها، ومبادرة لتجاوز حواجز الخوف والخنوع التي زرعها المخزن في نفوس المغاربة عبر تاريخه الأسود الحافل باستعمال كل وسائل الإرهاب الوحشي لتظاهرات سلمية ومسؤولة.
أما عن ما أشيع عن حدوث أعمال شغب في بعض المدن، فإننا إذ ندين العنف وندين كل عمل تخريبي، نتسائل عن هوية فاعليه: أهم فعلا شباب المغرب الذين عبروا في الرباط والبيضاء ومدن أخرى عن مستوى عال من الوعي والمسؤولية؟ أم هم من لهم المصلحة في أن تعم أجواء الخوف وانعدام الأمن حتى يقنع المواطنون بأخف الأضرار؟ ولهؤلاء نقول، لقد علمتنا الثورتين التونسية والمصرية الأساليب الرخيصة التي يدير بها البعض مثل هذه المواقف، من قبيل “معركة الجمل” و”البلطجية”… ولن تبلع الشعوب الطعم…
وأخيرا، فإننا إذ نثمن هذه الصحوة الشعبية، ندعو إلى مواصلة النضال السلمي والمسؤول حتى القضاء على جذور الاستبداد والفساد.