(1)
دخل البيت وأهله غافلون عنه.. في ثقة من يعلم ما يريد وكيف يحقق بغيته ومتى.
رمى القنبلة الموقوتة بينهم واستدار ليواجه عيناها القلقتان.. نظر إليها شزرا، وخرج كما دخل.
كانت تحمل طفلتها بين يديها وتبحث في الحي المظلم عن بيت بعينه.. فإذ بها تلحظ الداخل الغريب وهو يلج أحد البيوت المشرعة ولا أحد من ساكنيه انتبه له ولما يفعل..
هالها منظر القنبلة الموقوتة وهي تتدحرج تحت أقدامهم وهم في غفلة عما يدور..
ماذا تفعل؟
ألجمها الخوف والقلق..
حين تشجعت لتنذر سكان البيت استدار الغريب إليها وعلامات الاندهاش من رؤيتها بادية على ملامحه الغليظة..
تطاير الشرر من عينيه.
أرعبها ذلك الحقد الذي انطلق منهما.
ضمت طفلتها إليها بقوة واستبقته في الخروج.
رغم مرور بضعة أيام على ذلك الكابوس.. إلا أنها لم تستطع أن تنسى كيف حدجها الغريب بتلك النظرة الشزراء وذلك الحقد الدفين.
ما لها وما له؟
كيف لغريب التقته صدفة بين كوابيسها أن يترك ذلك الأثر العميق في نفسها؟
لمَ تشعُر أنها تعرفه؟
ولكن لم تصرّ على التشبث بذكرى كابوس دهمها ومضى إلى حال سبيله؟
هل ذهب حقا؟! تساءلت في ريب.
(2)
ذات ليلة.. رأت فيما يرى النائم، أنها ومجموعة من صديقاتها مجتمعات عند إحداهن.. كان البيت يبدو مطليا حديثا عكس ما رأته حقيقة آخر مرة، غير أنها لاحظت وهي تبدي إعجابها بالطلاء ولونه المميز، شقّا وسط جدار الصالة ويمتد إلى البهو.. راعها المنظر، لكنها أحجمت عن تنبيه صديقاتها إلى أن تتأكد من صدق ما تراه.
تتبعت الشق فإذ به يبدو أعمق، بل ويتسع بشكل خطير.. وفي زاوية البيت لاحظت تساقط غبار من السقف، فأيقنت آنذاك أن البيت على وشك الانهيار.
حاولت تنبيه صديقاتها اللواتي بَدَونَ غير مباليات ويجهلن الخطر المحدق بهن.
ضمت صغيرتها إليها وخرجت من المنزل بسرعة وهي تصرخ في صديقاتها وتنبههن إلى ضرورة الخروج قبل انهيار المنزل.. لكن للأسف لم يصغين إلى تحذيراتها الشديدة وتماطلن في الخروج حتى انهار المنزل بمن فيه..
صرخت بأعلى صوتها وهي تبكي وتنادي عليهن واحدة واحدة.. بعد قليل رأت واحدة منهن وكانت العزباء الوحيدة بينهن، قد خرجت من تحت الأنقاض دون أن يصيبها أذى.. سألتها بلهفة عن الثلاث الباقيات هل هن على قيد الحياة.. أجابتها أنهن لم يلقين حتفهن لكنهن سُجِنّ في مكان ما وسيبقين هناك إلى أن ينقذهن أحد ما.
بكت بحرقة ونادت من جديد على صديقاتها الثلاث، ووطّنت في نفسها العزم على بذل كل الجهد لمساعدتهن.
بينما هي مغادرة، إذ بها ترى شخصا مألوفا يخرج من حفرة نتجت عن الانهيار ويتبعه مارد حديدي ومن ورائه آخر يمشي على أربع يبدو في هيئة شديدة الجبروت والقوة وعيناه تقدحان شررا.
استيقظت فزعة..
مجددا يراودها كابوس مزعج.
مالها وللكوابيس تصر على ملاحقتها؟
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم، ونفضت عنها الوسواس الخناس وقامت لتجهز لزوجها وأطفالها وجبة الصباح.
مرت أيام أخر، بلياليها الرتيبة وطقوسها المعتادة.. انشغلت فيها عن آخر ما قض مضجعها وأوحش مشاعرها.
لديها الكثير من المهمات اليومية التي يجدر بها متابعتها والحرص على إنجازها.
فمن المطبخ إعدادا للطعام وغسلا للأواني والملابس، إلى تنظيف الحمام وترتيب غرف المنزل والاهتمام بالأطفال ومتطلباتهم اليومية.. والوقوف على شؤون الزوج واحتياجاته، واللائحة تطول إن نزل ببيتهم ضيوف أو أقارب..
رغم أنها ليست موظفة شأن العديد من النساء، إلا أنها تحس وكأنها موظفة بدوام كامل دون أجر مادي، ولا فرصة لتطوير الذات، ومتعة التعرف على أناس آخرين خارج إطار العائلة أو الأقارب..
حتى الهواية الوحيدة التي تعشقها لا تجد لها من نفسها المتعة في ظل مهامها اليومية، والرتابة الممجوجة التي باتت تصحبها ليل نهار.
تتساءل بحرارة: ما دورها وسط هذا الزخم الذي يعيشه العالم؟ أينها من قريناتها اللواتي حققن أهدافهن في الحياة وبلغن طموحاتهن وحققن مكاسب عظيمة؟ في حين تجلس القرفصاء تراقب رغيف الخبز وهو ينضج لتطعم به أفواها لا تكلّ من تكرار جملة “أنا جائع ماما”..
ربما تبدو لزوجها المثقل كاهله بعبء الحياة ومصاريفها المتصاعدة شيئا هيّنا. لكن بالنسبة لها هي كالسياط تجلدها كلما تفوّهوا بها..
ألهذا الحد صار ما تفعله من أجل أفراد أسرتها مؤلما؟ لكن لماذا؟ أليس الاهتمام بالمنزل والزوج والأطفال من أولوياتها، بل ومن آكد واجباتها؟ أفلا تتقاسم مع زوجها أعباء إنشاء أسرة والحفاظ عليها؟ ألا يتشاركان همّ الاستقرار معا كلٌّ حسب ما سُخّر له؟ أم أن ما ابتدأ زواجا غاية لذاته تداعت أمانيه العِسال واستحالت بهجته كآبة وآلام؟
لا تدري حقا.. عبثا تحاول البحث عن إجابة تشفي غليلها وتستقر بها على أرض ثابتة..
تحاول وتحاول الخروج من متاهة الأمواج المتلاطمة التي سحبتها داخلها وأرعدت وأزبدت في فكرها ونفسها ما شاء لها.. غير أن كل محاولاتها تبوء بفشل ذريع.
وذات ليلة..
(3)
وذات ليلة فضّ عنها النوم جمعه.. وغاب في مقل زوجها وأطفالها وكل من حواليها، وتركها هائمة في أرق حالك وأوجاع مبهمة لا تدري كنهها..
نهضت متثاقلة إلى المطبخ، وحضرت لنفسها كأس شاي من دون سكر.
“كم تفرح حين تكون مركز الاهتمام ويخدمها زوجها وأطفالها تدليلا وشكرا لها على ما تقدمه من ذات نفسها لهم”.. زفرت بشدة واستقبلت خدودها المترهلة دمعات متساقطة في نحيب صامت. قصدت زاوية في الصالون وقبعت هناك تشرب شايها المُّر، وتؤانس جِلستها بتفاهات وسائل التواصل الاجتماعي.
مرت الدقائق كئيبة متعثرة.. وكأنها تزحف على صدرها زحفا.
فجأة أحست ببرودة لاذعة تسري في ساقيها وتنتقل عبر أعصابها لتبلغ كل ركن في جسدها.. تلتها رعشة شديدة وشعور بالاختناق، وكأن يدا باردة تعتصر قلبها.
هبت واقفة من فرط فزعها، غير أنها سرعان ما تهاوت على الأرض وهي تصرخ بشدة..
استمر صراخها ونحيبها المفرط رغم مرأى زوجها وأطفالها وهم يحفّونها بأذرعهم ويتوسلونها أن تهدأ.. بدا لها خوفهم وقلقهم عليها كنكتة سخيفة في موقف لا يحتمل السخافة..
ألم يكن زوجها الغالي يتركها طريحة الفراش ويسافر أو يخرج لغرض “مهم” رغم حاجتها الشديدة له؟
ألم تكن ترجوه أن يمد لها يد العون ويحمل عنها بعض الثقل وقد تضررت أنسجة عواطفها بشكل لم يعد بالإمكان إغفاله والتجاوز عنه؟
ألم يكن أطفالها يعيثون في البيت طولا وعرضا وهي تتوسلهم ليحافظوا على ما بذلت فيه الكثير من الوقت والجهد ليبدو منزلهم نظيفا وجميلا وبعيدا عن الفوضى العارمة التي ما عادت تتركهم؟
فما بالهم الآن قلقون ويتحلقون حولها هكذا؟
شعرت بثقل في جفونها ودوار يسلب الوعي منها، فاستسلمت للإرهاق وغابت عن الدنيا وما فيها.
– بُنيّتي، أيْ بنيتي! استيقظي عزيزتي.
تناهى لسمعها صوت عذب ينساب في أذنها ويرفرف كلمات رقيقة بلغت أعمق نقطة في قلبها وعقلها وأيقظتها..
فتحت عينيها ببطء.
جالت ببصرها الواهن حولها، فوجدته جالسا بالقرب منها، يحتضن كفها بيده المعروقة الثابتة، ويتأملها بابتسامة أذابت كل جليد اعتصر قلبها قبلا..
نادت بصوت يغص بدمع الشوق واللهفة: “أبي، أبي، حبيبي، اشتقت إليك”.
بكت كما لم تبك يوما، وهي تمرر يد والدها الحبيب على وجهها وتقبلها، ثم تضعها على قلبها..
– ” أرأيت يا أبي ما حلّ بابنتك؟ لقد جُنّت”.
أدارت وجهها حتى لا يرى مدى ألمها.. وتابعت مشفقة على حالها: ” لقد سمعت الطبيب وهو يشخص حالتي لزوجي. قال إنه انهيار عصبي وسببه اكتئاب حاد.. وأوصاه بالانتباه علي فقد أصبح مؤذية لنفسي ولأطفالي..
هل يمكن يا أبي أن أوذي أطفالي؟ هم فلذة كبدي.. هم قرة عيني، هل بالإمكان أن أتسبب لهم.. هل.. يمكن..”
لم تستطع إتمام جملتها، وانخرطت في نشيج مرّ.
تركها والدها تنهي نحيبها وتخرج ما ترسب في وجدانها من آلام.
وحين هدأت، أعانها على الجلوس في السرير وأمسك وجهها بين يديه ومسح بأطراف أنامله عبرات ظلت متعلقة بأهدابها وقال بحنوّ:
-” جميلتي، بنيتي الحبيبة أنت نبع من العطاء وكنز لا مثيل له. لست مجنونة ولم تكوني يوما ولن تكوني بإذن الله تعالى، بل أنت إنسانة مبدعة، مليئة بالحب. نظرتها لنفسها ولغيرها تنطلق من كونها تكره الجمود والتكرار العقيم، تحبين التجديد ونفخ الروح في علاقاتك مع ذاتك ومع الآخرين، بل وحتى مع الأشياء وباقي الكائنات.
لست كما مهملا عزيزتي، ولا دمية كالكثير من النساء اللواتي تبرّجن وتركن مهمتهن الأساس في هذه الدنيا وانسحبن من حافظيتهن بدعوى تحقيق الذات والحرية الشخصية وغيرها من المتاهات والضلالات.. وأخريات لم يستطعن الموازنة بين طموحاتهن وبين الحفاظ على أسرهن.
لا تقسي على نفسك..
واعلمي بنيتي أنك ما خلقت هملا ولن يتِرَكِ ربك أعمالك ولن يضيع جهدك وعملك، فقط أخلصي له النية واجعليه سبحانه بغيتك وهمّك ومطلبك فستهون عليك من بعدها كل الصعاب.
واصبري يا بنيتي وصابري ورابطي واتقي الله لعلك تفلحين.
إن كانت مهمة زوجك القوامة، فمهمتك في أسرتك الحفاظ على تلك اللحمة والرابطة المقدّسة وصونها وصيانتها من كل ما ومن يترصّدها بالهدم والتخريب.
لا تكوني يا ابنتي من ينزع فتيل القنبلة فتنفجر أول ما تنفجر في وجهك الحبيب”.
استرعت الجملة الأخيرة كل انتباهها، فقالت في تساؤل وحذر:
– ” عن أي قنبلة تتحدث يا أبي؟ وما الفتيل الذي عليّ تجنب نزعه؟”.
ابتسم بلطف وعيناه تلمعان..
لم يجب، لكنها فهمت عمّ يتحدث وإلى ما أشار..
(4)
عادت بها الذكرى إلى الكابوس الغريب الذي رأته منذ مدة.. عن البيت الذي كانت تبحث عنه في حي مظلم، وعن الغريب الذي ولج دارا وأهلها غافلون عنه.. والقنبلة التي رماها بينهم ونظرته الحقودة التي رماها بها وانصرف..
لقد تجلت لها الصورة الآن وباتت واضحة المعالم..
كيف لها أن تغفل عن بيتها وتتركه مشرعا للغرباء؟
كيف تبحث عن السكينة في مكان آخر مظلم مقفر، وقلبها زاخر بالعطاء والحب؟
كيف نسيت من تكون؟ وكيف سمحت للوثات الدنيا وشياطينها أن تصيبها في سرّ دينها وجوهره؟
أما آن لها أن تستعيذ بالله العلي العظيم من أوجاع تعلقت بكاهلها فأوهنته.. ونخرت صلابة يقينها فكادت تفتك به؟
قبل أن يغادر والدها الحبيب، وضع بين يديها نسخة من القرآن الكريم وقال بحنان دافق:
– “بنيتي، أنت الآن في فترة نقاهة سنعتني بك جميعا، زوجك وأبناؤك وأنا ووالدتك وإخوتك..
استريحي واغرفي من كتاب مولاك وأبحري في آيه العظيم، واستعيني على ضعفك بالصلاة على الحبيب المصطفى الهادي الأمين، ورطّبي ثنايا قلبك بالكلمة الطيبة ولا تغفلي قبل هذا وذاك عن الاستغفار والدعاء والمرابطة ببابه سبحانه “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ”.
ثم غادر وفي قلبها هدوء عجيب.
لم يدم مكوثها في المستشفى سوى يومين. بعدها غادرت رفقة عائلتها عائدة إلى منزلها.. كم اشتاقت إليه!
ما إن ولجت باب الشقة حتى داعبت أنفها رائحة طيبة.. استفهمت زوجها، فأجاب ضاحكا:
– “إنها مفاجأة”.
مرّت الأسابيع التالية في بهجة وحبور..
كان زوجها قد طلب إجازة من العمل لمدة شهر كامل، للاعتناء بها وبالأولاد.. بعد أن اضطر والداها للسفر.
لم يكن لا هو ولا أبناؤها يتركونها تقوم بشيء من مهامها اليومية.. بل تصدوا بنشاط واجتهاد لكل تلك الواجبات..
خرجوا في نزهات مشيا على الأقدام أو سفرا قريبا للضواحي..
تشاركوا ألعابا وقصصا ومشاهدة للأفلام والرسوم.. وحكوا نكاتا سخيفة لكنها مضحكة جدا..
والأجمل من هذا كله أنهم كانوا يصلون جميعا ويستقبلون القبلة لبعض الذكر والقراءة في كتاب “الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم” لمؤلفه الكريم القاضي عياض “أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي”.. كم تعشق هذا الكتاب! وكم تعشق مشاركة قراءته مع أحب الناس إلى قلبها!..
إضافة إلى حصص الذكر خصصوا وقتا لحفظ كتاب المولى عز وجل وترتيله وتدبر معانيه..
كانت تسحرها نظرات أطفالها وهي تتساءل ببراءة عن ماهية آية بعينها أو مفردة أُشكلت عليهم.. أو قصة جميلة من القصص القرآني.. إن ذلك الشعور لا يُضاهى أبدا.
هل كان عليها أن تمر بتلك الوعكة القاسية لتصل إلى هذا الاجتماع الأسري الجميل؟
لم يعد يهمها ذلك.. لقد صارت مستعدة لبذل المزيد والمزيد من ذات نفسها لتحقيق انجماعها وأفراد أسرتها على ربهم المتعال سبحانه، والنأي بهم عن كل المخاطر المُحدقة بهويتهم الإنسانية والإسلامية، والحفاظ على سلامة فطرتهم ونقائها، وصون كرامة الأسرة وإبعادها عن حلبة الصراع التي نصبت من أجل تفكيك أواصرها وهدمها شيئا فشيئا.
سنوات بعد ذلك..
على شرفة المنزل الجديد، المطلة على منظر طبيعي خلاّب.. جلست رفقة زوجها وأبنائها حول مائدة الشاي وهم يتداولون في كيفية العمل على توعية الناس بمدى أهمية الأسرة وضرورة الحفاظ عليها، ليس لأنها نواة المجتمع أساسا فقط، ولكن لأن تغيير المجتمع وإعادة تخليقه وتجديد صحته لا يتم أبدا دون البدء من مركز هذا المجتمع وأصله؛ الأسرة.
وعليه فتنبيه الأفراد والأزواج إلى أهمية الحفاظ على الأسرة واعتبارها نعمة عظيمة تستبقى بالشكر والامتنان أولا، ثم بالمودة والمحبة ثانيا، ثم بالمشاركة ثالثا. والنظر إليها كونها أساس كل حضارة من دونها لا تقدم يمكن أن يحدث ولا تطور.
بالإضافة إلى التشجيع على الزواج بوصفه عبادة خالصة لله عز وجل، وطاعة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، واقتداءً به عليه الصلاة والسلام، ودرءًا لكل مفسدة خلُقية وقيمية وجودية.
فاستقر رأيهم أخيرا على الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، وعكس تيار المشاحنات العائلية فيها على الهواء مباشرة، إلى نهر متدفق من الحب والعطاء والتفاهم والتعاون.
وذلك ما كان.
انطلقت الحملة الإعلامية تحت عنوان: “الأسرة نعمة والزواج عبادة”.. ولقيت حفاوة بالغة من قلوب مكلومة تئنّ تحت وطأة أمل مثقل بأوجاع الماضي وحاضره.
انتهت بحمد الله.