تذكير بفضيحة القاسم الانتخابي على أساس المسجلين

Cover Image for تذكير بفضيحة القاسم الانتخابي على أساس المسجلين
نشر بتاريخ

بدأت تتوالى أخبار تكرار بعض الأسماء في اللوائح الانتخابية بمجموعة من المدن (طنجة، الرباط، أكادير…)، ولا يتعلق الأمر بأعداد بسيطة، ولكن بأعداد قد يكون من شأنها التأثير في النتائج. ومارشح إلى حدود الساعة، هو فقط ما كان بالإمكان التوصل إليه، أما ما خفي، ومادام الأمر يتعلق بالانتخابات ووزارة الداخلية، فلا شك أعظم.

وإذا أضفنا إلى ظاهرة تكرار الأسماء ظواهر أخرى من مثل استمرار تسجيل الأموات، وتسجيل من انتقلوا إلى دوائر أخرى، وإحجام المسجلين عن التصويت…لنا أن نتصور حجم تأثير ذلك على نتائج انتخابات مجلس النواب، بالنظر إلى ذلك التحريف الذي حصل في القاسم الانتخابي، الذي أصبح يحسب على أساس المقيدين في اللوائح الانتخابية.

ففي الوقت الذي كانت فيه المطالبة بالمراجعة الجذرية والشاملة للوائح الانتخابية لتنقيتها من تلك الشوائب، أصبحت هذه اللوائح المعيبة أساس احتساب نتائج التصويت! والغريب إقرار المحكمة الدستورية لذلك، متبنية عددا من حيثيات مذكرة مؤيدة لاحتساب القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، ومتجاهلة لما أشارت إليه مذكرة معارضة من حيثيات، خاصة ما يتعلق منها باللوائح الانتخابية وماقد يشوبها من عيوب.

احتساب القاسم الانتخابي على أساس المقيدين في اللوائح الانتخابية لا وجود له في الدول التي تطبق الاقتراع اللائحي بالتمثيل النسبي، بل هو تحريف وخروج عن ماهية هذا النمط من الاقتراع. في 2002 عند إقرار هذا النمط لأول مرة، أشار القانون إلى اعتماد أكبر بقية. لماذا؟ لأن هناك تقنية أخرى هي أقوى المعدلات، لكن القانون لم يشر إلى اعتماد الأصوات الصحيحة في احتساب القاسم الانتخابي. لماذا؟ لأنه لا يوجد أساس ٱخر للاحتساب ما عدا عدد الأصوات.

حدثت تعديلات في الاقتراع اللائحي بالتمثيل النسبي، وظهرت طرق وصيغ جديدة، لكن من داخل ماهيته وليس من خارجها، إذ اعتمدت كلها أساس المصوتين وليس المسجلين، بل اعتمدت أساس الأصوات الصحيحة، ويمكن إجمال هذه الطرق والصيغ، لمن يريد الرجوع إليها من الباحثين، فيمايلي: : حاصل دروب (Droop) الذي يكون (بقسمة عدد الأصوات الصحيحة على عدد المقاعد زائد واحد) زائد واحد، وحاصل إمبريالي(Imperiali) الذي يكون بقسمة عدد الأصوات الصحيحة على عدد المقاعد زائد اثنان، وطريقة دي هونت (D’Hondt) التي تتم بقسمة عدد الأصوات الصحيحة على متوالية الأعداد : 1-2-3-4-5-6…، وطريقة سانت ليغو (Saint lego) التي تتم بقسمة عدد الأصوات الصحيحة على متوالية الأعداد الفردية 1-3-5-7…

إنها فعلا فضيحة، ربما تكفي وحدها في أن تجعل من اعتاد التصويت أن يحجم هذه المرة لأن تصويته سيخضع لتأثير مسجلين لم يصوتوا، بل ربما سيخضع لتأثير أموات رحمهم ورحمنا الله.