4. العامل في الفاعل
ويقصد بالعامل؛ الذي تسبّب في رفع الفاعل، وينقسم إلى نوعين:
1- عامل صريح؛ وهو الفعل، وهو الأصل في رفع الفاعل، كقولنا جاء الرجل، ففعل (جاء) هو عامل الرفع في الفاعل.
2- عامل مؤول، والعامل المؤول هنا، هو ما شابه الفعل في القيام بدور العامل في رفع الفاعل، وأنواعه:
1-2 اسم الفعل: أسماء الأفعال تعمل عمل الفعل، وتشبهه وهي لا تقبل دخول الضمائر عليها، نحو قولنا؛ هيهات التخاذل في العمل. ويكون إعراب هيهات: اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى استبعاد هذا الشيء. التخاذل: فاعل مرفوع بالضمة.
1-3 المصدر: هو لفظ يدل على حدث غير مقترن بزمن، ويعمل عمل الفعل من جهة دلالته على الحدث مثل الفعل، ويشترط فيه أن يكون مضافا، نحو قولنا؛ غضبت من تركك كتبك. من: حرف جر. تركك: اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة. والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه وهو فاعل للمصدر (ترك). كتبك: مفعول به منصوب، كتب مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. أي: من أنك تركت كتبك.
1-4 اسم الفاعل: هو اسم مشتق يدل على من فعل الفعل، ويشترط فيه لكي يعمل عمل الفعل، ان يكون مقترنا بـ (أل)، وفي هذه الحالة يعمل من غير شروط، أو أن يكون مجردا من (أل)، وفي هذه الحالة يعمل بشرطين:
– أن يكون دالا على الحال أو الاستقبال.
– أن يعتمد على نفي أو استفهام أو نداء، أو يكون خبرا لمبتدأ، أو حالا، أو صفة.
وذلك نحو قولنا سلمت على طفلٍ مرحة روحه، روحه فاعل مرفوع بعامل اسم الفاعل (مرحة).
1-5 اسم التفضيل: هو اسم مشتق على وزن أفعل ومؤنثه فعلى للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر في هذه الصفة. ويعمل عمل فعله فيرفع فاعلا يكون ضميرا مستترا غالبا، مثل قولنا: كلام الله أبلغ مقالا، أبلغ خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو اسم تفضيل فاعله ضمير مستتر تقديره هو.
1-6 الصفة المشبهة: اسم مشتقٌ من مَصدرِ الْفِعلِ الثلاثي اللاَّزمِ لِلدَّلالَةِ على من قَامَ بِالفعل على وَجْهِ الثُبُوتِ، وهي مشبهة باسم الفاعل، تدل على الحدث وعلى من قام به، وتعمل عمل اسم الفاعل بالشروط نفسها التي يعمل بها، غير أنها تكتفي بالفاعل فقط، لأنها مشتقة من الفعل اللازم، مثل قولنا؛ مهند حسنٌ خلقه، أحمد جيدٌ عمله. خلقه فاعل للصفة المشبهة حسن.
5. أحكام الفاعل
للفاعل أحكام؛ تكمن فيما يلي:
1-5 عدم جواز تقدم الفاعل على الفعل على نحو: خرج صاحبك، صاحبك خرج، يجوز أن نقول صاحبك خرج، وإعراب (هو) ضمير مستتر في محل رفع فاعل لخرج، والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ “صاحبك”.
2-5 لا يجوز تثنية الفعل والفاعل في آنٍ واحد أو جمعهما، مثل: أكلا الرجلان، حيث يجب القول: أكل الرجلان، أو مثل: أكلوا الرجال، حيث يجب أن نقول: أكل الرجال.
3-5 يشترك الفعل مع الفاعل في علامة التأنيث، نحو قولنا، ذهبت سامية، قالت فدوى.
4-5 تضاف تاء التأنيث إلى الفعل حينما يكون الفاعل على صيغة منتهى الجموع، نحو قولنا، ارتفعت مآذن كثيرة.
5-5 تضاف تاء التأنيث إلى الفعل حينما يكون الفاعل على صيغة جمع لغير العاقل ولو كانت مذكرة. مثل قولنا؛ ارتفعت الجبال.
5-6 يجوز إضافة تاء التأنيث إلى الفعل حينما يكون الفاعل على صيغة جمع تكسير، مثل قولنا؛ أنشدت الشعراء شعرا، وقالت الحكماء..
6. تقديم الفاعل وتأخيره
لا يجوز تقديم الفاعل على الفعل في الكلام، وإذا تم تقديمه يأخذ معنى آخر غالبا يكون مبتدأ، أما من جهة التقديم والتأخير بينه وبين المفعول به فيراعى ما يلي:
1-6 تحسم القرينة الدلالية في تقيم الخبر عن تأخيره، نحو قولنا، أكل الولد الخبز، أو أكل الخبز الولد، فكلا الصيغتين لا تشوش على دلالة الكلام. والولد هو الفاعل.
2-6 تقديم الفاعل على المفعول:
– يتقدم الفاعل على المفعول به وجوبا، إذا خشينا اللبس بين الفاعل والمفعول به ولم نستطع التمييز بينهما مثل: أعطى موسى عيسى كتابا، ضرب عمي خالي ضربا مبرحا.
– يتقدم الفاعل وجوبا إذا كان الفاعل ضميراً متصلاً والمفعول به اسم ظاهر، نحو قولنا؛ جاءت الفتاة.
– يتقدم الفاعل وجوبا إذا كان المفعول به محصوراً بأداتيْ الحصر “إلا وإنما” مثل، ما أكل الولد إلا الخبز، إنما أطعمت الأم هنداً.
– يتقدم الفاعل وجوبا إذا كان الفاعل والمفعول به ضميريْن متصليْن مثل قولنا: تذوقته وكافأته.
3-6 تقديم المفعول على الفاعل:
– يتقدم المفعول به على الفاعل وجوبا، إذا كان المفعول به ضميراً متصلاً والفاعل اسم ظاهر مثل، كتبه كاتب.
– يتقدم المفعول به على الفاعل وجوبا، إذا كان الفاعل متصلاً بضمير عائدٍ على المفعول به؛ مثل قولنا: اشترى الدارَ صاحبها.