أصدرت منظمة “كاميناندو فرونتيرا” (Caminando Fronteras) غير الحكومية، تقريرها السنوي حول الهجرة غير النظامية، أكدت فيه أن أزيد من أربعة آلاف وأربعمئة مهاجر لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال محاولة الوصول إلى إسبانيا سنة 2021، عبر مختلف الطرق البحرية المؤدية إليها.
وشهد رقم الضحايا ارتفاعا كبيراً جداً حيث أحصت المنظمة السنة الماضية 2170 قتيلا أو مفقودا فقط، وهو ما يعني معدل 12 ضحية في اليوم الواحد، ما يجعل هذه السنة الأكثر دموية منذ 2015 في تاريخ تقارير المنظمة.
ويشكّل المهاجرون المغاربة الذي ينطلقون على “قوارب الموت” من السواحل المغربية جزءاً من هؤلاء المفقودين والغرقى، فيما البقية ينحدرون من 21 دولة إفريقية وآسيوية.
التقرير الصادر مطلع شهر يناير الجاري أكد أنه تم العثور على حطام 170 قاربا، منها 19 في “طريق الجزائر”، و17 في “الطريق الضيق”، و124 في “طريق الكناري”، و10 في طريق “ألبوران”، واختفى 83 قاربا دون ظهور أية آثار للأشخاص الذين كانوا على متنهم.
المنظمة الإسبانية التي تجمع البيانات عن طريق الاتصالات التي أجراها المهاجرون أو المقربون منهم على أرقامها للطوارىء، للتبليغ عن حالات الاختفاء أو الوفاة. ومن أصل 4404 لم يتم العثور على %94 من الجثث، واحتسبت في عداد المفقودين.
التقرير أضاف أن تأزم العلاقات بين المغرب وإسبانيا وتشديد الضوابط في البحر الأبيض المتوسط أثّر على الاستجابة السريعة لبروتوكولات الإنقاذ، وتسبّب من جهة أخرى في زيادة عدد المرشحين للهجرة عبر الطريق المؤدي لجزر الكناري، حيث يستحوذ على النسبة الأكبر من الضحايا بمجموع 4016 وفاة. في حين عثر أو فقد 102 مهاجرا غير نظمي في مضيق جبل طارق، و191 ضحية على الطريق من الجزائر إلى إسبانيا، و95 على طريق “البوران”.
ماريا غونزاليز، المشاركة في إعداد هذا التقرير، أوضحت أن غالبية المهاجرين فقدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري، وهي “طريق خطرة جداً تم سلوكها في السنوات الماضية بسبب تشديد الرقابة في المتوسط“. مسجلةً تزايد أعداد النسوة اللواتي يسلكن طريق الهجرة إلى اسبانيا، حيث ضمّت قائمة الوفيات أو المفقودات 628 امرأة و205 طفلا، مؤكدة أن هذه الأرقام “مؤلمة”.
هيلينا مالينو منسقة منظمة “كاميناندو فرونتيرا” نددت من جهتها بـ”نقص الإمكانات الممكنة لعمليات الإنقاذ” مشددة على مسؤولية “منظمات إجرامية” من المهربين وكذلك نقص التنسيق بين اسبانيا والمغرب بسبب خلافهما الدبلوماسي.
التقرير أشار أيضاً إلى أن ذروة معدل الوفيات كانت خلال الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا. إذ أنه بين أواخر ماي إلى أوائل يونيو، أي في غضون خمسة عشر يومًا فقط، لقي 481 شخصًا حتفهم في البحر فيما مجموعه عشر حوادث. وارتفع عدد الضحايا أيضاً، مع مغادرة المزيد من القوارب المطاطية من الشواطئ بين بوجدور وكلميم، حيث تُستخدم هذه السفن الهشة وغير المستقرة بشكل أكثر شيوعًا لعبور البحر الأبيض المتوسط وهي كلها أكثر خطورة في المحيط الأطلسي.
حصيلة المنظمة لسنة 2021 هي أعلى بكثير من حصيلة المنظمة الدولية للهجرة (IOM) التي أحصت من جهتها 955 قتيلا أو مفقودا على الأقل خلال محاولة بلوغ جزر الكناري و324 نحو البر الإسباني وأرخبيل الباليار من المغرب والجزائر. ورغم هذا فإن منظمة الهجرة الدولية قدّرت بدورها أن سنة 2021 كانت الأشد سوءاً منذ 1997 بحسب الأرقام والمعيطات التي تنشرها.