قصيدة من نظم الأستاذ منير الركراكي، حفظه الله تعالى، حول المرأة، وحول ما يراد لها من فتنة وانحطاط، وما ينبغي أن تريده هي من عفة وسمو.
حـواء يـا قـلبـا يذوب تفجعـا
مـرا على عصر مريض مرعب
حـواء يـا نفـسـا تسيب تميعـا
أشـواق بكـر في تجـارب ثيب
حـواء يـا أذن الزمـان وليتــه
أبدى العـواء ولم يرغ كـالثعلب
حواء يا عينـا تـرى صنم الهوى
عبدا تقيـا وارثـا يسـر النـبي
حـواء يــا أم النـبي مـحمـد
يا أخت هـارون التي لـم تذنب
حـواء من بـاع الحيـاء بنـزوة
ومضـى يلوذ سدى ببيت العنكب
هذي الحضارة أزمعت فصم العرى
بيـن الكتاب وبين جيـل مترب
أمسـت تريدك سلعة في سـوقهـا
سوق الحضـارة صم كل مغرب
كـل الـذين تهـودوا فـي خسـة
كل الذين تنصـروا في مغربـي
جريـا وراء سعـادة تبقـى فـلم
يجـدوا سوى عيـش قميء متعب
العقـل يصحـب كـل فكر كـافر
والقـلب تـاه كـإبرة في غيهب
والديـن أمسى في الصدور كلفظة
تدعو إلى هزء خبيـث المشـرب
والكـل ينتظـر الخلاص برغبـة
حبلى بصبر متوجـس متذبـذب
مـاذا جنيت عـليهم حتى غـدوا
يتنافسـون لـحرث حقـل طيـب
بـالريب بالرعب المكين وبالهوى
أمسيت يـا كبش الفـداء بـلا أب
قولي شربت وما ارتويت من الهوى
قـولي ضللت وما ظفرت بمأربي
نـوحي على جسم يميل إلى البلى
أظفـار وحـش في وداعـة أرنب
هـذا الكتـاب يمد حبـلا للـورى
مـدي يديـك تمسـكي وتقربـي
شقـي سبيـلـك للرشـاد بنـوره
فـري إليـه تشجعـي لا تهربي
وضعي الخمـار على المفاتن سترة
وخذي الكتـاب بقـوة وتحـزبي