فيلم قدم حكاية شعب يعشق تراب فلسطين الطاهر ومقدساته الإسلامية وممتلكاته فيها، بادر لإسناد إخوانه في الملة والدين منذ الوهلة الأولى لبدء العدوان الصهيوني الإرهابي على قطاع غزة، بعد السابع من أكتوبر 2023، حين حقق شباب مقاومون للاحتلال انتصارا عظيما جعلهم يتقدمون على عدوهم مع كل ما يتمتع به من ترسانة عسكرية وتقنيات عالية وإمكانات ضخمة، سائرين على درب كل الشعوب التي تم احتلالها عبر تاريخ الإنسانية، آمنوا بعدالة قضيتهم وأبوا الرضوخ والاستسلام لعدو يسعى منذ أكثر من 75 سنة لتهجير السكان وإخلاء الأرض من أصحابها والاستيلاء التام عليها والتضييق على أصحاب الأرض وحصارهم برا وبحرا وجوا، بل وطمس القضية وتصفيتها بالاتفاق مع دول الاستكبار العالمي التي يبدو أنها لم تتخل يوما عن أطماعها الاستعمارية، وأيضا مع دول عربية باعت دينها وقايضت القضية بمصالح ضيقة يسهل الانقضاض عليها من طرف الكيان الذي شهد له الله تعالى ورسوله أنه ناقض للعهود.
الفيلم، الذي أعدّته ونشرته قناة الشاهد، أعاد للأذهان صورة ما وقع في ذلك اليوم المشهود، وعرج على حراك سنة متواصلة، ليلها ونهارها، أيام العطل وأيام الأعياد، في المدن والمداشر، شمال المغرب ووسطة وجنوبه وشرقه وغربه.. في زخم عكس حجم تضامن لم يفتر ولم ينقطع، وأشكالا إسنادية مختلفة أبدع فيها المغاربة أطفالا وشبابا وشيبا، محاولين محاكاة ما يقع لإخوانهم المسلمين، أطفالا ونساء، شيبا وشبابا، ونقل بعض المعاناة التي يعيشها أهل القطاع المنكوب باستمرار أمام عالم ثبت أنه لا يعرف معنى الحقوق والمبادئ والإنسانية والكرامة إلا لمن يشاء ومتى شاء..
وقد وقف الفيلم عند محطات تفاعل فيها المغاربة مع أحداث عبرت عن طغيان كبير ووحشية منقطعة النظير في تاريخ البشرية الحديث، انتكست بالإنسانية إلى عهود غابرة. وقدم أرقاما توثق حضور المغاربة في الشوارع والساحات، أمام المساجد ومبنى البرلمان والسفارات، وأيضا للأنشطة الفكرية المؤطرة للقضية.. نضال جمع مشارب إيديولوجية مختلفة انتظمت في هيئات حملت أسماء “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” و”الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، ورفع شعارات قوية اختلف بعضها عن بعض حسب المحطات والاجتهادات وتوحدت حول مطلبي “الشعب يريد تحرير فلسطين” و”الشعب يريد إسقاط التطبيع”..