مثل ديمقراطيتنا المخزنية كمثل حكاية ملك ما، في مكان ما، في زمن ما، عرض عليه اثنان من الرعاع، من أجل كسب منافع منه، أن يصنعوا له ثوبا خاصاً متميزاً لم يصنع لغيره من الملوك قط. قُبل العرض وأُتي بهما إلى القصر لبدء نسج الثوب الخاص، واشترطا أن يوفر لهما المكان اللائق لذلك والإمكانات والخدمة الكافية. بدءا في نسج الثوب الوهمي من خلال حركات النسيج بالذهاب والإياب وتسليم الخيوط الوهمية وعقدها والإيهام بحمل ما أنجز ووضعه جانبا. ومنذ انطلاقهم في النسج وهم يشيعون أن من لا يرى الثوب الخاص الذي ينسج “لجلالة” الملك فهو منافق وخائن. لذلك، كلما مر عليهما أحد من حاشيته نوه بعملهما وأشاد بالثوب الذي ينسجان كأنه يراه، خوفا من انكشاف أمر نفاقه وخيانته.
دام النسج شهوراً وانتشر الخبر في أوساط الحاشية والشعب، أنه ينسج للملك ثوب لم يصنع لغيره، وسيقام استعراض شعبي كبير لكي يظهر الملك لابسا الثوب المتميز.
انتهى العمل وحمل الثوب لكي يلبس للملك. جرد الملك من كافة ثيابه وقام الناسجان يلبسانه الثوب ويربطانه عليه بحركات لف وربط وتثبيت توهم بذلك. أدخل عليه وزرائه وحاشيته وعبروا له عن إعجابهم بهذا الثوب المنقطع النظير كما أعجب هو كذلك به، خوفا من أن ينكشف نفاق الجميع وخيانتهم. وخرج الملك على رعيته في ثوبه عاريا تحت أنظار الحراس والجند والمستشارين، وصفق الشعب لموكب الملك ونوه الكل بثوبه المتميز الرائع المنعدم النظير إلا طفلا نطق من بين الصفوف الملك عار… الملك عار…