ذ. حمداوي: بوداع هذه الكوكبة من القادة الكبار نُجدد العهد بالثبات على طريق المقاومة ودعم فلسطين (رسالة)

Cover Image for ذ. حمداوي: بوداع هذه الكوكبة من القادة الكبار نُجدد العهد بالثبات على طريق المقاومة ودعم فلسطين (رسالة)
نشر بتاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

رسالة في رحيل السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني رحمه الله

برحيل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله رحمه الله، يفقد لبنان والأمة العربية والإسلامية قائدًا كانت له بصمته الواضحة في دعم قضية فلسطين، وجسّد نموذجًا في القيادة الصلبة للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.

لقد كان السيد نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين رحمهما الله في كوكبة القيادة لمحورٍ مقاومٍ امتد عبر مختلف الساحات، بمشاركة قادة مخلصين لقضية الأمة وعلى رأسهم إسماعيل هنية، يحيى السنوار، وصالح العاروري، ومحمد الضيف. هؤلاء القادة، إلى جانب السيد نصر الله رحمهم الله جميعا، جسّدوا نموذجًا من التنسيق والتكامل بين الفصائل الفلسطينية وقوى المقاومة الإقليمية، مؤمنين بأن المواجهة مع الاحتلال لا تُخاض فرادى، بل بوحدة الصف وجهودٍ متكاملة.

إننا ينبغي أن نؤكد دائما أن وحدة الأمة تظل أولوية، وأن الانقسامات الداخلية لا تخدم سوى أعدائنا المشتركين. واليوم، بعد هذه السنوات العصيبة، أصبح من الضروري أن ننظر إلى المستقبل بعين المصالحة، لا بعين الماضي والانقسام.

إن فلسطين والمقاومة هما الجامع الأكبر للأمة، وحان الوقت لإعادة بناء الجسور بين مختلف الأطياف السياسية والفكرية، وتجاوز الخلافات التي عمّقتها النزاعات والحروب. فالمصالحة الحقيقية ضرورة ملحة من أجل مصلحة الأمة ومستقبل أجيالها.

إن القوى الحية في أمتنا اليوم مطالبة بتوحيد الصفوف، والتخلي عن الخطابات الإقصائية التي تُضعف الجميع، والعودة إلى العمل المشترك الذي يخدم القضية المركزية: فلسطين. لقد أكدت التجارب أن الانقسام الداخلي هو أكبر هدية للعدو، بينما كانت الوحدة دومًا سببًا رئيسيًا في الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان وفلسطين.

في هذا السياق، يجب أن يكون نهج المصالحة والحوار أساس المرحلة المقبلة، بحيث يتم التأسيس لمرحلة جديدة تتجاوز الخلافات الطائفية والسياسية، وتعتمد على رؤية موحّدة لمواجهة الاحتلال والاستعمار بكل أشكاله.

إن رحيل القادة لن يُضعف المقاومة، بل سيزيدها صلابة، تمامًا كما لم تؤثر اغتيالات القادة على مسار النضال الفلسطيني، بل جعلته أكثر قوةً وإصرارًا. واليوم، إذ نودّع هذه الكوكبة من القادة الكبار، علينا أن نُجدد العهد بالثبات على طريق المقاومة، ودعم فلسطين، والسعي إلى وحدة الأمة لمواجهة أعدائها.

إن النصر الحقيقي لن يتحقق إلا بوحدة الأمة، والمصالحة هي ضرورة تاريخية لا يمكن تأجيلها. فلنفتح صفحة جديدة من العمل المشترك، ولنكن جميعًا في صف فلسطين والمقاومة.

رحم الله السيد حسن نصر الله، وكل شهداء المقاومة، وجعل دماءهم نبراسًا يضيء درب التحرير والوحدة والنصر.

والحمد لله رب العالمين.

محمد حمداوي
رئيس مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان.

الأحد 23 فبراير 2025