لم يفوت خطباء وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الفرصة هذا اليوم، 7 أكتوبر 2016، دون أن يوظفوا خطبة الجمعة للدعاية للانتخابات، ودون أن يجعلوا من منبرها منصة لإطلاق صرخاتهم في وجوه المصلين الذين حضروا لأداء الفريضة الأسبوعية، وتعبئتهم للهبوب إلى مراكز الاقتراع لأداء “واجبهم الوطني” بالإدلاء بأصواتهم في مهزلة الديمقراطية المزيفة، وتخويفهم من العقاب الأخروي لمن يكتم الشهادة ويتخلف عن مسؤوليته.
وهي عادة ووظيفة من وظائف بيوت الله المؤمَّمة، والتي يُمْنَعُ فيها المواطنون من إقامة شعيرة الاعتكاف في رمضان، أن تُوَظَّفَ لتزكية إحدى وسائل الاستبداد لإطالة عمره وتلميع صورته، والاستفراد بالمواطنين الفارين من الدعايات المخزنية البئيسة المفضوحة، ومحاولة شحنهم وإقناعهم بما لم تفلح فيه الأحزاب والآلة الإعلامية الرسمية.
اللافت أن العديد من الأحزاب والشخصيات طالما نددت بـالخلط بين الدين والسياسة)، وبـتوظيف الدين من أجل بلوغ مآرب سياسية أرضية)… ولكن يبدو بأن كل هذه التنديدات تتلاشى حين يتعلق الأمر بمصلحة المخزن الحريص على استرجاع مصداقيته الضائعة بكثافة المشاركة، وبمصلحة الأحزاب الساعية إلى حصد ما تستطيعه من مقاعد.
وتعليقا منه على عبث توظيف خطبة الجمعة للدعوة إلى المشاركة في الانتخابات قال أستاذ العلوم السياسية محمد منار باسك خطبة الجمعة اليوم كانت موحدة في أغلب المساجد. ورغم أن الخطبة تسربت منذ أيام وتم تداولها بشكل كبير على صفحات الفايسبوك، فإن وزارة الأوقاف لم تغيرها. هل هو الكسل؟ أم أن مضامين الخطبة لا بديل عنها في يوم الاقتراع؟). و أضاف السؤال هو لماذا تم تخصيص الجزء الأول للحديث عن المسنين والجزء الثاني للمشاركة في الانتخابات؟)، ليجيب ربما لأنهم فقدوا الأمل في الشباب ولم يبق إلا التعويل على المسنين لرفع نسبة المشاركة… حفظ الله كل المسنين وحفظنا بهم من المصائب والكوارث…).