دة. البوسعداني: كتاب “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين“ من مظاهر الوفاء للرجل

Cover Image for دة. البوسعداني: كتاب “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين“ من مظاهر الوفاء للرجل
نشر بتاريخ

اعتبرت الدكتورة أمينة البوسعداني، عضوة الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، أن مؤلف “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين“ الذي كتبه الأستاذ العلمي، ومن ورائه مجلس الإرشاد، من “مظاهر هذا الوفاء لخط المرشد لما فيه من بيان وتوضيح لأحد المفاهيم المركزية التي ينبني عليها الخط التربوي في المنهاج النبوي الذي أثله الإمام المجدد رحمه الله وأجزل له العطاء“.

وعلى هامش مشاركتها في الندوة التقديمية للكتاب، التي نظمتها الجماعة في إطار أنشطة الذكرى الأربعين لتأسيسها، نوّهت المتحدثة في تصريح خصت به “بوابة العدل والإحسان”، بثلاثة عوامل استمدت منها أجواء الندوة عبقها، أولها تزامنها مع سياق ذكرى الوفاء العاشرة التي تعد مناسبة “نحتفي من خلالها بالمرشد رحمه الله تعالى ونجدد العهد فيها معه صحبة وجماعة تربية وتنظيما وزحفا”. والثاني هو موضوع الكتاب “إذ السلوك إلى الله تعالى من القضايا الشائكة والخطيرة التي طالما طرحت الأسئلة حولها في الماضي والحاضر وستطرح أكيدا في المستقبل سواء من طرف من اشتغل بالجدل والمناظرة ومقارعة الحجة بالحجة (وهذا ليس من أهداف الكتاب) أو من طرف من يشتغل على نفسه مجاهدة وتزكية للرقي بها في مدارج الدين إسلاما وإيمانا وإحسانا”، والثالث سعي الكتاب والكاتب إلى “إبراز مركزية الصحبة والجماعة والصحبة في الجماعة في هذا السلوك، للأجيال الحاضرة ولمستقبل أجيال الأمة وذلك بهدف تجلية  الطريق لمن يعتبره “علم خطوة لا علم خطبة ولمن يشتغل بالأذواق لا بالأوراق” كما بين ذلك فضيلة الأمين العام الأستاذ محمد عبادي حفظه الله”.

عضوة المكتب القطري للقطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان أضافت بمناسبة مشاركتها بالندوة التي نظمتها الجماعة تقديماً للكتاب الذي أصدره الأستاذ عبد الكريم العلمي، أن الجماعة ‏منذ وفاة الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى “وُضعت تحت مجهر الخصوم والأصدقاء على السواء ترقبا لأي تصدع وأي إخفاق أو خفوت لكن عناية الله عز وجل تكلؤها، فها قد مر عقد من الزمن عرفت فيه الجماعة دينامية تنظيمية كبيرة سعت من خلالها إلى ملاءمة مؤسساتها وبرامجها مع تطورها العددي والنوعي وحققت إشعاعا وتواصلا مهمَّين من خلال أخذ مبادرات متعددة والتجاوب مع كل من مد إليها اليد من نخب سياسية مغربية ودولية”.

واسترسلت موضحةً وهي تجيب عن سؤال “أين وصلت الجماعة بعد عقد من الزمن؟” أن الجماعة لا زالت مستمرة في “الحضور الفاعل وسط الشعب المغربي حملا لهمومه ومشاركة له في معاناته ودفاعاً عن حقوقه ومطالبه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”، وتؤدي لذلك الجماعة وكذا أعضاؤها “ثمن صمودها ومواقفها الثابتة تجاه الاستبداد والفساد ومناصرتها للمستضعفين في المغرب وفي كل بقاع العالم: اعتقالات، تضييقات، تشميع للبيوت، إعفاءات ترسيب وإقصاء بالجملة“.

وتابعت المتحدثة مؤكدةً أن كل ذلك “لم يفتّ من عَضُد أبناء الجماعة الذين لا يزالون بحمد لله وتوفيقه سائرين على الدرب الذي دشّنه الإمام عبد السلام ياسين رحمة الله عليه ورفاقه فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”.

الباحثة والأستاذة الجامعية علّقت أيضا على الذكرى الأربعين التي تحييها الجماعة هذه السنة بأنه رغم “محاولات العرقلة والتشويش (باعتقال الدكتور محمد باعسو مثلا) إلا أن فعالياتها ما زالت مستمرة، وتجد ولله الحمد تجاوبا مهما سواء من طرف من توجه لهم الدعوة للحضور أو من طرف المتتبعين من كل الفئات والمستويات والاهتمامات”.

وأوضحت أن هذا الإحياء في نظرها “ليس مجرد احتفال، وإن كان التحدث بنعم الله مطلوبا”، وإنما هو “مناسبة للتأريخ والتوثيق لتجربة إسلامية وإنسانية مهمة وكذا للوقوف مع الماضي قراءة، وتأملا، واستخلاصا للدروس والعبر، كما هي استشراف للمستقبل عزما، وبناءً، وتخطيطا”

وختمت تصريحها سائلةً الله عز وجل “التوفيق والسداد” للجماعة، و“لشعبنا المغربي الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وللأمة الإسلامية عزة ورفعة وللإنسانية جمعاء رحمة وحفظا”.