دة. مسامح: الشباب بين التغريب العولمي وترسيخ الهوية

Cover Image for دة. مسامح: الشباب بين التغريب العولمي وترسيخ الهوية
نشر بتاريخ

اعتبرت الدكتورة خديجة مسامح، عضو الهيئة العامة للعمل النسائي لجماعة العدل والإحسان، أن “الحديث عن الشباب حديث لا يمكن أن يخلو منه زمان ومكان، إذ هم صلة الوصل بين جيل سابق وجيل لاحق، عليهم المعول في استمرار قيم المجتمعات، وعن طريقهم تحافظ الأمم على خصوصياتها وهوياتها”، بذلك فإن “كل إهمال لهذه الفئة أو تقصير في رعايتها يؤثر سلبا على مستقبلها، فهم الطاقة المنتجة وعلى أكتافهم تنهض”.

واستطردت، في تصريح للبوابة حول “أهمية الحفاظ على الهوية وسط تغريب الشباب” يصب في الموضوع الذي اختارته الجماعة لتخليد الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى “الشباب ورهانات البناء والتحرير”، قائلة: “لكن في ظل العولمة والعالم المفتوح سعت دول الاستكبار العالمي إلى تنميط القيم وجعلها قيما كونية، مرجعها اجتهاد العقل البشري المتأله المتحرر من كل دين، مما جعل سؤال الهوية من حيث هي وعي بالذات يطرح نفسه بقوة، سؤال ينم حقيقة عن اختلال في الشخصية المسلمة، إذ أصبحت التصورات الذهنية والقناعات العقلية  تتنافى مع السلوكات والتصرفات والمواقف”.

وأضافت مجلية الانعكاس السلبي لهذا التغلغل الممنهج وغير المسيج: “أمام هذا المد العولمي وثقافة التفاهه تم اختراق هذه الفئة بكل الوسائل، فأصبحت لديها القابلية لاستقبال هذا الغزو والانسياق لدعواته وإغراءاته، بسبب مرض الغثاء والوهن والمعاناة من داء فقدان المناعة الذي يؤدي إلى طمس الهوية وعدم القدرة على الوقوف أمام التيار الجارف والانسياق وراءه بكل إعجاب فيتفنن في التقليد، شباب عاجز لا إرادة له ولا فعل يعيش العبثية يكتفي بالشكوى العاجزة، يعيش العبثية، عاطل ومستقيل من كل مسؤولياته الجسيمة في النهوض بالأمة”.

ومقابل هذه الفئة المغلوبة الهشة “نجد شبابا عرف معنى حياته وحقيقة وظيفته الوجودية، باعتباره خليفة لله في الأرض، فعمل لمستقبله ومستقبل أمته، لما تحققت فيه معاني الفتوة القرآنية، قدوتهم سيدنا يوسف في إحسانه وعفته وحكمته وأمانته، وسيدنا إبراهيم الفتى بقوته وشجاعته وإحقاقه للحق وإبطاله للباطل، واعتزازه بدينه وبموقفه، وإعمال العقل في الدعوة إلى الله، وفتى موسى في خدمته وتفانيه وصدقه، وأصحاب الكهف في إيمانهم وتصديقهم وسعيهم للمحافظة على دينهم، وإيثار طاعة الله على متاع الدنيا وزينتها وقد كانوا من علية القوم، تجاوزوا العقبات والتحديات بعد إيمانهم باختيارهم بكل قوة، فكان الجزاء أن حفظهم الله تعالى، فصدق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك) وكلامه عليه الصلاة والسلام كان موجها لغلام”.

ونوهت مسامح بالمكانة التي تحتلها هذه الفئة في مشروع الجماعة، إذ “اتخذ الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى رحمة واسعة الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة له في الاهتمام بالفئة الشابة واحتضانها ورعايتها لتأتي أكلها في كل حين. ربى شبابا فتيا تربية مستقبلية تهيئهم لمرحلة الرجولة الإيمانية حيث مبلغ الأشد ليكونوا أوتادا ثابتة في ميادين عمارة الأرض، ليكونوا حملة رسالة للإنسان أن يكون الله عز وجل غاية كل فرد من العباد، رجال يحبون أن يتطهروا، لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، يسعون لنصرة دين الله، يصدقون الله ما عاهدوه عليه، يسارعون بكل فاعلية في الاستجابة لأمر الله تعالى بتحقيق العدل والإحسان”.