لا يغب عنك لحظة أنك أمام عبد من عباد الله المقدمين ولاءهم الكلي لله.
رحمة تغمر قلب من أحبه، وحكمة يستنير بها عقل من استنصحه، بساطة في عمق وعمق في بساطة.
كمال في كمال ونور شمس ساطعة يحجبها غمام قبة بشرية تختبر صدقك فيما تطلب، لأن اشتراك الأولياء مع العامة في الأوصاف البشرية فتنة، كما أن ميزتهم وسمتهم وخصوصيتهم فتنة.
حياته الشخصية والعائلية والدعوية والجهادية متناغمة ومنسجمة مع مبادئه وقناعاته، ما بدل وما غير. صدق ما عاهد الله عليه.
إنه الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله.
قسمات شخصيته تشع بشعب الإيمان، سَرَت معاني الإحسان في دمه وروحه وعقله وقلبه.
مجالسته رحمة للقلوب الظمآى لماء القرب إلى بارئها ورازقها والانعتاق من داء النفاق المحطم لسعادتنا الأبدية في آخرتنا، وصلب كرامتنا وعزتنا في دنيانا.
إنه الترياق المداوي لكل عليل. روحانية رجاء وبشارة تستضيء بها إرادة العازمين على إقامة العدل والشورى والإحسان، روحانية تستف عوائق المتوانين عن تجديد توبتهم مع الذين يتوبون إلى الله ويدعون الناس إلى التوبة.
من الناس من تذكرهم رؤيته بالله.
ألم يخبرنا الصادق المصدوق عليه أزكى الصلاة والسلام بمفاتيح ذكر الله عز وجل؟
عَنِ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: “إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ ذِكْرِ اللَّهِ، إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ” 1.
تنجذب إلى مجالسته فيم الوقت يمضي بسرعة، ولا تنتبه إلا وهو يختم لقاءك به بكفارة المجلس والصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، على أمل اللقاء بك في دعاء الرابطة المذكر بهدية الرابطة من سور وآيات فاضلة نهديها لوالدينا وذوي الفضل علينا، جعلنا الله وإياكم من الأبرار.
يقول رحمه الله في وصيته: “أوصى بدعاء الرابطة لا يبطئنا عنه مبطئ ولا يشغلنا عنه شاغل”.
ويرشد من يلتمس خير هذا الدعاء المبارك، باغتنام ساعة الفضل والإجابة، ساعة الثلث الأخير من الليل، “حين يتجلى ربنا عز وجل بالعطاء السمح الجزيل” بإنشاء الدعاء إنشاء، بحضور وخشوع يجنبه ذاك الأداء الميكانيكي الجامد الذي يفرغ الدعاء من روحه، طالبا من الكريم الوهاب عز وجل أن يوفقه لطلب ما يطلب من يدعو لهم ويسعى إلى الاقتداء بهم في أفعالهم الحسنة رضوان الله عليهم، مع مراعاة آداب مناجاة الحق سبحانه.
يقول رحمه الله: “ينبغي لكل مؤمن – والأفضل وقت السحر عندما ينزل ربنا عز وجل إلى السماء الدنيا يدعونا هل من تائب وسائل – أن يفتح دعاءه الرابط بالفاتحة ثم يستغفر الله لذنبه، ويسأله لنفسه ووالديه وأهله وولده وذوي رحمه خير الدنيا والآخرة، ويصلي ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنبياء الله ورسله، ثم على الخلفاء الراشدين والصحابة والأزواج والذرية. ثم على التابعين وصالحي الأمة وأئمتها. ثم يتلو ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا. ربنا إنك غفور رحيم. ثم على المؤمنين المجاهدين في عصرنا، ويعرض على الله حوبتنا ويستفتح للمجاهدين. ثم يخصص بالدعاء من يربطه بهم رباط الجهاد ويذكر الأسماء. ويتوجه في دعائه هذا لمستقبل الإسلام والخلافة والظهور على الأعداء” 2.
ابراهيم أكورار