قبل ظهور المدارس الخصوصية كانت الدراسة سهلة، إذ كانت الأم تهتم فقط بالشؤون الداخلية للبيت والأب يشتغل بالشؤون الخارجية للبيت، حينها كان الطفل يذهب بمفرده إلى المدرسة القريبة من المنزل لأن محفظته كانت خفيفة لا تحتاج إلى عجلات أو حافلة نقل، إلى أن انقلبت الأمور رأسا على عقب، حاليا الدراسة أصبحت جد مرهقة فالمدرسة أصبحت بعيدة عن المنزل والمقررات أصبحت ثقيلة… كل هذه التحولات استدعت تدخل الآباء في تمدرس الأبناء سواء ماديا أو معنويا. فما هي الطرق والوسائل والأساليب التي ينبغي أن يتخذها الآباء من أجل التفوق الدراسي لأبنائهم؟
سوف نتطرق إلى أهمها في هذا النص الوجيز.
أولا الرعاية التامة
رعاية الطفل شيء ضروري منذ نعومة أظافره، ندعو له بالتوفيق ونزوده بكل ما من شأنه بلورة قدراته الجسمية والعقلية والروحية، مثلا الرضاعة الطبيعية، التغذية المتوازنة النظافة المستمرة الرياضة المفيدة… إلى آخره، في نفس الوقت نجنبه كل ما يضره كالإرهاق والإزعاج والسخرية… وبالتالي ينشأ قوي البنية، متوازن الشخصية، حسن الخلق والأخلاق.
ثانيا التنظيم الدؤوب
التنظيم لدى الطفل ينبغي أن يشمل وقته وأدواته وبرامجه.
– فهو يعلم قيمه الوقت فلا يسرفه عبثا وإنما يقسمه أحسن تقسيم حسب كل فترة من فترات حياته ويملؤه بما يفيده.
* أدواته مرتبة ومنظمة تنظيما جيدا. له مكتب خاص وله مكتبة ولو كانت بسيطة ينظم فيها كتبه وأدواته.
– له برامج متنوعة يصرفها في أنشطة عديدة يبتغي بها تطوير ذاته من الحسن إلى الأحسن، مثلا ثقافة، فن، رياضة، تواصل مع الآخرين…
ثالثا التوجيه المستمر
حاليا أصبح من الضروري أن يتعرف الآباء على مختلف التخصصات التي توجد في الساحة الدراسية وكذلك التعرف على شروط ولوجها وآفاقها وذلك بالبحث المستمر في مستجدات الحقل التعليمي والفرص المتاحة، كما يلزمهم المراقبة المستمرة لطفلهم منذ صغره لمعرفه ميولاته وقدراته مع التركيز على بلورة هذه القدرات خاصة المرتبطة بالمواد الدراسية الأساسية كالرياضيات واللغات الأكثر أهمية.
رابعا الصحبة الصالحة
لا يخفى على أحد أثر الصحبة في حياة الفرد، وخير دليل على ذلك ما قاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الجليس الصالح وجليس السوء. فالصاحب دعم للطفل من أجل بلورة حياته المدرسية وكذلك حياته العامة إذا كانت هذه الصحبة صالحة، وخاصة إذا كان هذا صاحب من قرنائه ويسير في نفس دربه الدراسي فسيكون له نعم المعين ونعم الأنيس، فيسهل عليه المسير ويقصر عليه الطريق وينحو به تجاه النجاح والتفوق.
خامسا التحفيز المستمر
وهذا يمكن تحقيقه بعدة وسائل، ولنا في ديننا الحنيف الكثير من الآيات الأحاديث التي تحث على طلب العلم. كما يمكن تحفيزه بالهدايا للرفع من اهتماماته وتطلعاته، وإذا كان الولد يبدي رغبته الكبيرة في الدراسة، يمكن اغتنام ذلك في متابعة دراسته في مدارس عدة ذات تكوينات جيدة ومستويات عالية.
ختاما أشير إلى أن فلذات أكبادنا هم شباب الغد ورجال المستقبل، هم المعول عليهم غدا بعون الله في الرفع من شأن هذه الأمة. فالتربية الحسنة تنتج جيلا طيبا، مثله كمثل تلك الشجرة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القران: أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها بتربيتنا الحسنة نرعى صغار اليوم لينبتوا نباتا حسنا حتى إذا كبروا أعطوا لهذه الأمة أحسن ما لديهم من قدرات وكفاءات.