نعرض اليوم تصريح الدكتور محمد بنمسعود، عضو المكتب القطري للقطاع النقابي لجماعة العدل والإحسان، استقاها منه موقع الجماعة نت على هامش “مقدس 17”.
ما تقييمكم لطبيعة أشغال الدورة 17 ل”مقدس” وأجوائها وأهم القضايا والأفكار التي تم تداولها فيها؟
بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه. شكرا لموقع “الجماعة. نت” على متابعته لأشغال هذه الدورة، التي بحكم حضوري لعدد من الدورات لهذه المؤسسة “مقدس” أسجل بارتياح كبير التطور المهم الذي عرفته أشغالها على مستوى مشاركة الأعضاء والفعاليات، وعلى مستوى الاقتراح والنقاش والمطارحة والمدارسة للأفكار المطروحة داخل الدورة، وعلى مستوى روح المسؤولية والجدية في تناول القضايا سواء الداخلية التنظيمية المنظمة للدائرة السياسية أو التفاعل مع القضايا المطروحة.
كانت الدورة مناسبة مهمة للإعلان عن الموقف الرافض للظلم الذي يتعرض له أخونا عمر محب؛ فكانت الدورة دورة وفاء لعمر محب الذي يؤدي ثمن الصمود والثبات على المبادئ المؤطرة لفعلنا السياسي والمجتمعي. كانت الدورة فرصة لإرسال هذه الرسائل إلى من يهمهم الأمر، ثم للوقوف والتفاعل مع المستجدات التي تعرفها الرقعة الإقليمية والعالمية والتي أكدت لنا صوابية وصحة ما نطمح إليه وما نطرحه وندعو إليه الأطراف الأخرى داخل المغرب للتفاعل معه بجدية؛ وهو ضرورة الحوار والتداعي إلى حوار يفضي بنا إلى ميثاق يؤسس لجبهة ممانعة مقاومة لتكون سدا منيعا وتحمل مسؤولية التغيير لمجابهة جبهة الفساد والاستبداد.
وتناولنا في الدورة بطبيعة الحال الشأن المحلي على المستوى السياسي والاقتصادي والحقوقي والثقافي وسجلنا قلقنا وعدم ارتياحنا للوضع الذي يتجه إلى كارثة تنذر بها مؤشراتها وأرقامها والوضع الذي يكتوي به الشعب المغربي جراء السياسات الحكومية الفاشلة التي لا تزيد الشعب المغربي المسحوق والفئات الشعبية المسحوقة إلا فقرا بضرب القدرة الشرائية للمواطنين وبرفع الأسعار وبالقرارات التي اتخذتها الحكومة في هذا الاتجاه والتي لا تزيد الفوارق الاجتماعية الكبيرة إلا عمقا.
كانت الدورة، داخليا، فرصة للوقوف على هذه القضايا ومناقشتها وخلصت بنا في النهاية، في أجواء من المسؤولية، إلى طرح مجموعة من التوصيات والأوراق التي سيكون لها لا شك أثر إيجابي على أداء الدائرة السياسية للجماعة في المرحلة المقبلة.
من موقع اشتغالكم داخل الدائرة السياسية ما هي أهم القضايا والأولويات الراهنة التي يرى القطاع النقابي أهمية الاشتغال عليها؟
الخيار السياسي الذي اتخذته الجماعة والذي تسير في ضوئه هو خيار الالتحام مع صفوف الشعب المغربي والاصطفاف مع فئاته المحرومة والمسحوقة والمنهوبة. لهذا فالعمل داخل الدائرة السياسية تجد له أصداء على المستوى النقابي من داخل الأجهزة النقابية للمؤسسات النقابية، وهي فرصة للتواصل مع الأطراف الأخرى من أجل تعميق وتكريس وترسيخ الثقة التي ينبغي أن تكون مع الأطراف السياسية الأخرى التي نقتسم معها المجالات الكبيرة من المشترك. فهذه فرصة للاشتغال فيها، ثم للاشتغال من داخل المؤسسات المجتمعية الأخرى السياسية والثقافية والتي لها الالتحام المباشر بالشعب المغربي.