د. تيزنت: نمضي على المحجة اللاحبة التي تركنا عليها الإمام والوصية الخالدة التي خلفها فينا

Cover Image for د. تيزنت: نمضي على المحجة اللاحبة التي تركنا عليها الإمام والوصية الخالدة التي خلفها فينا
نشر بتاريخ

قال الدكتور علي تيزنت، منسق لجنة تخليد الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله، إن إحياء جماعة العدل والإحسان للذكرى هو احتفاء وإحياء لذكرى “رجل أفنى عمره في الدلالة على الله والدعوة إلى منهاج رسول الله، وما ادخر جهدا لإعلاء كلمة الله والنصيحة الخالصة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم”. مذكرا بعدد من خصاله رحمه الله إذ لم توهن عزمَه المحن والشدائد ولا نالت من صبره ويقينه الابتلاءات والمكائد “حتى لقي ربه راضيا مرضيا. فكان يومُ وداعه جَللا مهيبا سنيا وليلُ عزائه شاهدا مشهودا بهيا”.

واعتبر عضو مجلس إرشاد الجماعة، في كلمة افتتاحية “لنصيحة الوفاء”، اختيار الجماعة اختتام فعاليات هذه الذكرى الثانية عشرة بمجلس النصيحة تحت عنوان “الفتوة: همة وقوة وخدمة”، مُستلهَما من قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾، هو “استحضار للمحجة اللاحبة التي تركنا عليها والوصية الخالدة التي خلفها فينا، لتكونَ عهدَه إلينا ونصيحته الحية فينا وأنفاسه الزكية بيننا وصلته الدائمة المتجددة بنا “إذ لا تحبس الصلة برازخ الموت” كما ذكَّرنا”، يقول مسير نصيحة الوفاء التي التأمت يوم السبت 21 دجنبر 2024، ابتداءً من الساعة 20:30، وبثتها صفحات الجماعة الرسمية، وقناة الإمام ياسين، وقناة الشاهد الالكترونية.

وأشار أن الإمام ياسين رحمه الله كان يريد من كل أعضاء وعضوات الجماعة أن يكونوا “ذوي همم عالية وإرادات سامقة تقتحم العقبات إلى الله وتتجند للسير الجماعي الجهادي المتزن حتى تصل قمة العقبة وغايتها ومنتهاها”. كما أبرز أن الإمام “عهد إلينا أن ننبعث نورا هاديا وصوتا متحببا حانيا يسمع الفطر المستغشية والإرادات الفاترة المتلاهية البلاغ القرآني والنداء الرباني وسط غياهب الظلام ومهاوي الفتنة وغيابات الظلم والابتئاس” معززا كلامه بقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.

كما كان من وصايا الإمام رحمه الله، يواصل القيادي في الجماعة وصاحب أحد البيوت المشمعة، لإخوانه وأخواته في الجماعة أن يخالطوا الناس ويصبروا على أذاهم، وأن يكونوا للحيارى المتلهفين صُوى في طريق معرفة الله ومعارج للوصول إلى محبة الله. كما أوصانا، يسترسل المسير، أن “ندعو إلى عدل الإسلام وحفظ كرامة الإنسان ومنابذة الظالمين ونصرة المستضعفين”.

ومن جميل الأخلاق وآكد الوصايا التي ألح عليها الإمام حسب المتحدث هي التبشير وعدم التنفير، والتيسير وعدم التعسير. ومن منارات وصوى تنزيل وعد الله وموعود رسوله صلى الله عليه وسلم التي رسمها الإمام وسار عليها، يقول الدكتور تيزنت، أن يكون طريقنا “سيرا متدرجا رحيما وعملا منظما سلميا حكيما على مدارج الخصال العشر وشعب الإيمان” التي جعلها الإمام رحمه الله لب مشروعه ومدار تجديده ومعالم منهاج دعوته وقاعدة التحام مطلب العدل وغاية الإحسان ومجال تحقق وحدة الأمة ومظهر تكامل الصحبة والجماعة والصحبة في الجماعة.

واستحضر المسير في كلمته الافتتاحية هاته ما يعيشه إخواننا في غزة وفلسطين ولبنان من مآس، تنهدّ لها الجبال ومعاناة تتفطر لها الأكباد ينفذها الإرهاب الصهيوني بهمجية غير مسبوقة وتسندها بشكل كثيف مكشوف أنظمة الاستكبار العالمي ويدعمها بغطاء خبيث مفضوح العديد من حكام العرب وأمراء السوء.

غير أن مسير نصيحة الوفاء استدرك أن قتامة هذه الأوضاع ومشاهد الدماء والأشلاء لا يمكن أن يخفي يقينا أن ما يحصل في هذه الأرض المباركة هو اصطفاء لمقامات الشهادة والفداء واختيار لمنازل الصديقية والاجتباء، وتمحيص لما في الصدور من دعاوى المساندة والأخوة وشعارات النصرة والوفاء، وهو أيضا، يقول الدكتور علي، إيذان بحصول ميلاد جديد وغد مشرق سعيد، يصنعه المولى الكريم بعنايته وحكمته على أيدي عباده المخلصين وجنده المجاهدين. مصداقا لقوله تعالى ﴿ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.

وقد شارك في تأطير نصيحة الوفاء كل من الدكتور عبد الإله بالقاري في مادة التفسير، والدكتورة مريم شهاب في مادة السيرة، واختتمت بكلمة جامعة للأستاذ محمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان.